Mashariq Anwaarul Culuub
مشارق أنوار العقول
Noocyada
( قوله والفرق نشا) أي الفرق بين المشرك والفاسق ثبت عند منازل العذاب ونشا بمعنى حدث وتجدد، وهو نوع من الوجود أطلقه هنا علو مطلق الوجود على تقدير أن الكلام في وجود الفرق بينهما موجود عن الشارع، فهو مجاز مرسل لعلاقة التقييد والإطلاق وفائدة التجوز التنبيه على أن بيان ذلك الفرق موجود كثيرا فلكثرته كان بمنزلة المتجدد حتى كأنك إذا سمعت بيانا آخر ظننت أنه حدث ذلك اليوم فمن ذلك البيان ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول: ((إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا وأنه لأهونهم عذابا ومنهم من هو في النار إلى كعبيه مع أجزاء العذاب ومنهم من هو في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ومنهم من قد اغتمر)) وفي رواية ((إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه مسامعه جمر وأضراسه جمر واشفاره لهب النار وإن منهم من يغلي كحبات قليل في الماء)) وقال سويد بن غفلة([37]) إذا أراد الله تعالى أن يكسو أهل النار جعل للرجل منهم صندوقا على قدره من نار لا ينبض منهم عرق إلا وفيه مسمار من نار، ثم تضرم فيه النار ثم يقفل بقفل من نار ثم يجعل ذلك الصندوق في صندوق من نار ثم يضرم بينهما نار ثم يقفل ثم يلقى أو يطرح في النار فذلك قوله تعالى ((من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل))([38]) فإذا يئس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير، وكان صلى الله عليه وسلم يقول ((يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود ولو أرسلت فيها السفن لجرت))([39]) نسأل الله تعالى العافية (قوله وفشا) أي ظهر وانتشر.
(كذاك من قال بأنه يجيء=
وقت على النار بلى تأجج)
Bogga 138