نَفسهَا كَمَا قيل فِي قَوْله من مَزَامِير آل دَاوُود أَي دَاوُود نَفسه والآل يَقع على ذَات الشَّيْء وعَلى مَا يُضَاف إِلَيْهِ وَقيل الْوَجْهَانِ فِي آل مُحَمَّد أَنهم أمته وَقيل نَفسه فِي حَدِيث الصَّلَاة عَلَيْهِ وَقيل قرَابَته وَهُوَ المُرَاد فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَذكر أَبُو عبيد أَن حَامِيم من أَسمَاء الله تَعَالَى
وَقَوله أَن الآلي قد بغوا علينا بقصر الْهمزَة المضمومة وَمَعْنَاهُ الَّذين وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه وَأولُوا كَذَا مِنْهُ بِمَعْنى ذووه وَهَؤُلَاء بِمَعْنَاهُ يمد وَيقصر وَهَا للتّنْبِيه
وَقَوله ومجامرهم الألوة وتستجمر بالألوة يُقَال بِفَتْح الْهمزَة وَضمّهَا وَاللَّام مَضْمُومَة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ فارسية عربت وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال ليه بِكَسْر اللَّام ولوة بضَمهَا وَقد جَاءَ تَفْسِيرهَا فِي الحَدِيث فِي البُخَارِيّ قَالَ وَهُوَ الألنجوج وَقد ذَكرْنَاهُ وَكَانَ فِي كتاب الْأصيلِيّ هَذَا الْحَرْف الأنجوج بِغَيْر لَام وَلَا يعرف
(أل ي)
قَوْله سابغ الأليتين بِفَتْح الْهمزَة الآلية لحْمَة الْمُؤخر من الْحَيَوَان مَعْلُومَة وَهِي من ابْن آدم المقعدة وَجَمعهَا آليات بِفَتْح اللَّام وَمِنْه فِي الحَدِيث الآخر حَتَّى تضطرب آليات نسَاء دوس
وَقَوله آلَيْت أقولها لَك وتالي أَلا يفعل خيرا أَي حلف والآلية الْيَمين يُقَال آلَيْت وائتليت وتاليت آلية وألو وألوة وإلوة بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَالْكَسْر وَلم يعرف الْأَصْمَعِي إِلَّا الْفَتْح
قَوْله فِي بَاب من أفطر فِي السّفر ليراه النَّاس ثمَّ دَعَا بِمَاء فرفعه إِلَى يَده ليراه النَّاس كَذَا لجمهورهم
وَعند ابْن السكن إِلَى فِيهِ وَهُوَ أظهر لَكِن قد يكون معنى إِلَى فِي الرِّوَايَة الأولى بِمَعْنى على فيستقيم الْكَلَام
قَوْله هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة كَذَا عِنْد يحيى الأندلسي وَهَذَا التَّفْسِير لقَوْله حَتَّى يَبْعَثك الله فسر جملَة بجملة وَسقط إِلَيّ فِي رِوَايَة القعْنبِي وَهَذَا بَين وَعند ابْن الْقَاسِم وَابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَهَذَا بَين وَالْهَاء فِي إِلَيْهِ ترجع إِلَى المقعد أَو إِلَى الله وَرَوَاهُ قوم عَن ابْن بكير حَتَّى يَبْعَثك الله لم يزدْ
فصل فِي بَيَان مَا اشْتبهَ فِي هَذِه الْكتب من أَلا وَألا وَإِلَّا وَإِلَى وألى وَتَفْسِير مُشكل ذَلِك وَمَا اخْتلف فِيهِ مِنْهُ
اعْلَم أَن إِلَّا بِكَسْر الْألف وَتَشْديد اللَّام حرف اسْتثِْنَاء تخرج بعض مَا تضمنته الْجُمْلَة قبله مِنْهَا وَقد تَأتي بِمَعْنى لَكِن وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بَعضهم الِاسْتِثْنَاء من غير الْجِنْس وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَبَعْضهمْ الِاسْتِدْرَاك وَجَاءَت بِمَعْنى وَلَا أَيْضا وَبِمَعْنى إِن لم فَأَما يفتح الْهمزَة وَالتَّشْدِيد فللتوبيخ واللوم وَتَأْتِي للعرض أَيْضا وَبِمَعْنى هلا وَبِمَعْنى أَن وَلَا زَائِدَة بعْدهَا فَأَما بتَخْفِيف اللَّام فلاستفتاح الْكَلَام وَتَأْتِي للعرض والتحضيض وَأما إِلَى فحرف غَايَة الِانْتِهَاء وَتَأْتِي بِمَعْنى فِي وَبِمَعْنى مَعَ وَإِلَى هِيَ إِلَى أضيفت إِلَى ضمير الْمُتَكَلّم الْمخبر وَتَأْتِي بِمَعْنى لي
فَمن ذَلِك حَدِيث ابْن عمر وَقد أعتق مَمْلُوكا ضربه مَا لي فِيهِ من الْأجر مَا يُسَاوِي هَذَا إِلَّا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول الحَدِيث كَذَا روينَاهُ بِكَسْر الْهمزَة حرف الِاسْتِثْنَاء وَوَجهه أَن يكون اسْتثِْنَاء مُنْقَطِعًا أَو على مَا نذكرهُ بعد وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّه إِلَّا أَنى بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام حرف استفتاح وَكَانَ هَذَا استبعد الاستشهاد بِهَذَا على قَوْله مَا لي فِيهِ من أجر وَعِنْدِي أَنه لَا يبعد وَلَا تنافر بَين الْفَصْلَيْنِ أخبر أَنه لَا أجر لَهُ فِي عتقه وَأَنه لم يعتقهُ لِلْأجرِ مُتَطَوعا بِهِ إِلَّا لِلْكَفَّارَةِ وَإِزَالَة الْحَرج لضربه إِيَّاه وَيكون إِلَّا هُنَا بِمَعْنى لَكِن فَحذف الْخَبَر لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ أَي فأعتقته
1 / 32