249

Mashariq Anwar

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التيمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب، وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف، ألا وكم عجائب تركتها، ودلائل كتمتها، لا أجد لها حملة، أنا صاحب إبليس بالسجود، أنا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بأمر الله، أنا رافع إدريس مكانا عليا، أنا منطق عيسى في المهد صبيا، أنا مدين الميادين وواضع الأرض، أنا قاسمها أخماسا، فجعلت خمسا برا، وخمسا بحرا، وخمسا جبالا، وخمسا عمارا، وخمسا خرابا.

أنا خرقت القلزم من الترجيم، وخرقت العقيم من الحيم، وخرقت كلا من كل، وخرقت بعضا في بعض، أنا طيرثا، أنا جانبوثا، أنا البارحلون، أنا عليوثوثا، أنا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار، حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من الخيل والرجل، فآخذ ما أحببت، وأترك ما أردت، ثم أسلم إلى عمار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم على أدهم، منها محب الله ولرسوله، مع كل واحد اثنى عشر كتيبة، لا يعلم عددها إلا الله، ألا فابشروا، فأنتم نعم الإخوان، ألا وإن لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان، وتنكشف لكم صنائع البرهان، عند طلوع بهرام وكيوان، على دقائق الاقتران، فعندها تتواتر الهزات والزلازل، وتقبل رايات من شاطئ جيحون إلى بيداء بابل.

أنا مبرج الأبراج وعاقد الرياح، ومفتح الأفراج وباسط العجاج، أنا صاحب الطور، أنا ذلك النور الظاهر، أنا ذلك البرهان الباهر، وإنما كشف لموسى شقص من شقص الذر من المثقال، وكل ذلك بعلم من الله ذي الجلال.

أنا صاحب جنات الخلود ، أنا مجري الأنهار أنهارا من ماء تيار، وأنهارا من لبن، وأنهارا من عسل مصفى، وأنهارا من خمر لذة للشاربين، أنا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير، وسقير الجير، والأخرى عمقيوس أعددتها للظالمين، وأودعت ذلك كله وادي برهوت، وهو والفلق ورب ما خلق، يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما، ومن كفر بذي الملك

Bogga 266