235

Mashariq Anwar

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

وانتشر من كماله كل موجود، والاسم المقدم على سائر الصفات، لأن الأحدية تعرف بالوحدانية، فهو الاسم العلي العظيم .. وإليه الإشارة في التخصيص بقوله: فأوحى إلى عبده ما أوحى (1)، والمراد بالعبد هنا القرب، لأنه في المقام الخاص، فسماه بالاسم الخاص وكان الوحي إليه في ذلك المكان، أن عليا أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين.

فصل [أسرار الفاتحة]

وبيان الفصل، اعلم أن أسرار الكتب الإلهية، وسر الولاية، والهداية، والرسالة، والاسم الأكبر، وسر الغيب، في فاتحة الكتاب؛ وسر الفاتحة في مفتاحها، وهي بسم الله الرحمن الرحيم، وفيها إشارات ثلاث:

الأولى: قوله سبحانه: وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده (2)، والمراد من الذكر والوحدة قوله بسم الله الرحمن الرحيم، لأنها ذكر الله وحده.

الثانية: أن عدد حروفها 19، وعدد اسم وا ح د 19 فهي، محتوية من الوحدة والتوحيد والوحدانية، والواحد صفة الأحد، والواحد هو النور الأول، وهذا ذكر الذات بظاهر اسمها الأعظم.

الثالثة: قوله: بسم الله، وهو إشارة إلى باطن السين، وسر السين الذي بين الباء والميم، الذي قال فيه أمير المؤمنين (عليه السلام): «أنا باطن السين، وأنا سر السين» وهو الاسم المخزون، وهو باطن الاسم الأعظم، فإذا فتح الباب لأولي الألباب، فاستخرجوا من أسرار الكتاب اسما جامعا للذات والصفات، وسر الذات والصفات، فذلك هو الاسم الأعظم الذي تجاب [به] الدعوات، وتنفعل به الكائنات.

Bogga 252