============================================================
الارزقه، أسلمت إلى الله تدبيره في الملك والملكوت، ولا تسلم إليه تدبير ولدك ابعدما تموت، وهل إليك من تدبيره قليل أو كثير: * ولله ملك السموات والأرض الاو ما بينهما وإليه المصير}(1)، والله لا تملك له ولا لنفسك نفعا ولا ضرا، ولا موتا اولا حياة ولا نشورا، ولا تستطيع أن تزيد في عمره يسيرا، ولا في رزقه نقيرا، الاو قد تفترسك المنية بغتة، فتمسي في قبرك صريعا وبعملك آسيرا، ويصبح ولدلك العزيز بعدك يتيما، ويقسم مالك وارنك عدوا كان آو رحيما، ويفترق عيالك الاظاعنا ومقيما. وتقول يا ليتني كنت مع الشهداء فأفوز فوزا عظيما، فيقال لك: ات هيهات، فات ما فات، وعظمت الحسرات، وخلوت با قدمت من الاحنات أو سيئات، ألا واسمع قول الله العزيز الغفور، محذرا لك ما آنت فيه ~~ال من الغرور: يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده الاولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا الاولا يغرنكم بالله الغرور}(2).
هذا وإن كان ولدك من السعداء، فستجمع بينك وبينه الجنان، وإن كان المن الأشقياء، فليكن من الآن، لا يجتمع أهل الجنة مع أهل النار، ولا الأخيار امع الأشرار، ولعل الله يرزقك الشهادة فتشفع فيه، وتكون بفراقك له ساعيا في ان تنجيه، إحرض على ما ينجيك من العذاب، واجهد فيه، فغدا: يفر المرء الا من آخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه}(3) إن هذا هو البيان العظيم: والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم(4).
الاوان قلت: يشق على فراق الأخ والقريب، والصديق والحبيب، فكأنك الابالقيامة وقد قامت على الخلق آجمعين الاخلاء يومعذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين(5)، فإن كانت الصداقة لله، فستجمع بينكما عليون، في نعيم آنتم (1) اقتباس من سورة المائدة: اية 18 (2) سورة لقمان: آية 33.
(3) اقتباس من سورة عبس: اية34- 37.
4) اقتباس من سورة البقرة: اية 213.
5) اقتباس من سورة الزخرف: اية 17.
120
Bogga 121