143

Masaric Cushshaq

مصارع العشاق

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

محنة العاشق أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أيوب القمي قال: أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران قال: أخبرني الصولي قال: قال أبو تمام: أنتَ في حلّ فزِدني سَقَما، ... افنِ صَبري واجعل الدمعَ دما. وارْضَ لي الموْتَ بهَجرتكَ فإن ... ألِمَتْ نَفْسي، فَزِدْني ألَمَا. محْنَةُ العَاشِقِ ذلٌّ في الهَوَى، ... فَإذا استُودِعَ سِرًّا كتَمَا. ليسَ مِنّا مَن شَكا عِلّته، ... مَن شَكا ظُلمَ حَبِيبٍ ظَلَمَا. المأمون والعباس بن الأحنف أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن الجاز القرشي بالكوفة بقراءتي عليه سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وأنا متوجه إلى مكة، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن إسحاق البزاز في ما كتب به إلينا قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن محمد بن إسماعيل بن موسى قال: رأيت في كتاب الأخبار لأبي أن المأمون لما خرج إلى خرسان كان في بعض الليل جالسًا في ليلة مقمرة إذ سمع مغنيًا يغني من خيمة له: قالُوا: خُرَاسان أقصى ما تحاوِلُه، ... ودونَ ذاكَ، فقَد جُزْنا خُرَاسانا. ما أقدَرَ اللهَ أن يُدني بِعِزّتِه ... سُكانَ دِجلَةَ من سكان جَيحانا. عَينًا أظُنّ أصَابَتنَا، فلا نَظَرَتْ، ... وَعُذّبت بِصنُوفِ الهجرِ ألوَانا. متى يكونُ الذي أرجو وآمُلُه، ... أما الذي كنتُ أخشاه فقد كانا. فخرج المأمون من موضعه حتى وقف على الخيمة، وعلمها، فلما كان من الغد وجه فأحضر صاحب الخيمة، وهو شاب، فسأله عن اسمه، فقال العباس بن الأحنف. قال: أنت الذي كنت تقول: متى يكونُ الذي أرجو وآمُلُه، ... أمّا الذي كنتُ أخشاه فقد كانا.

1 / 154