تعدى العمامة خمسة ستة أذرع من اللانس الرفيع. وحدثني الشريف ناصر الدين محمد الحسيني الكارمي المعروف بالزمردى، وهو ممن دخل إلى الهند مرتين، وأقام عند السلطان قطب الدين [١] بدهلى، أن غالب (المخطوط ص ٣٦) لباسهم البياض، وغالب جمعاتهم أكسباتهم «١» النتترية مزركشة بالذهب، ومنهم من يلبس مطرز الكمين بزرگش [٢]، ومنهم من يعمل الطراز بين كتفيه مثل المغل [٣] وأتباعهم «٢»، مربعة الانبساط مرصعة بالجواهر، وغالب ترصيعهم بالياقوت والماس، وتضفير [٤] شعورهم ذوءابات مرخية، كما كان يفعل عسكر مصر والشام، ويعمل في الذؤابات شراريب حرير، وتشد في أوساطهم المناطق [٥] من الذهب والفضة وأخفاف ومهاميز [٦]، وأما السيوف فلا تشد إلا في الأسفار، وأما في الحضر فلا تشد، وأما الوزراء

[١] قطب الدين أيبك: هو أحد سلاطين المماليك الغورية- استقل بدهلي وبنى قطب منار، قتله السلطان تغلق (انظر: رحلة ابن بطوطة ٢٨٧- ٢٨٩ طبقات اكبرى لنظام الدين أحمد ج ١) . [٢] يزركش: مذهب (عميد ٢/١١٠٤) . [٣] المغل هم المغال والمنغول والمنغووا قبائل تركية سكنت في المنطقة الواقعة جنوبي سيبيريا على شاطىء نهر أونون، وهي القبائل التي جاء منها جنكيز خان (انظر كتابي فتوحات هولاكو خان في ميزان النقد التاريخي القاهرة ١٩٩٠ ص ١/تاريخ الإسلام حسن إبراهيم حسن القاهرة ٨٢ ج ٤/١٣٠/تاريخ الأمم الإسلامية محمد الخضري بك القاهرة ١٩٧٠ ص ٤٦٧- أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ للقرماني مخطوط سنة ١٢٨٢ عن نسخة مصورة ص ٢٨٦- جامع التواريخ لرشيد الدين فضل الله ٢/٢١٩) . [٤] وردت بالمخطوط تطفير أ ٣٦ وتطفير ب ٨١. [٥] المناطق جمع مفرده نطاق وهو ما يشد وسط المرء. [٦] مهاميز جمع مفرده مهماز ومهميز وهي آلة حديدية في رجل الفارس يحفز بها الجواد.