وأما من قال: أن الخلق ليس هو المخلوق، وأن صفة التخليق صفة لله قائمة به / (¬1) كما يقول ذلك جمهور الفقهاء والصوفية وأهل الحديث، وطوائف كثيرة من أهل الفلسفة والكلام.
فإن عند هؤلاء: الصفات الفعلية تقوم بذات الله كما تقوم به الصفات التي ليست فعلية كالعلم والقدرة.
قلت: والمقصود هنا: أن هذه الإضافات تحدث باتفاق الناس، وهو متصف بها مع ما يرد عليه من دليل الكمال والقبول.
فأجاب عن ذلك: بأن الإضافات لا وجود لها في الأعيان.
وعلى هذا يكون كونه خالقا ورازقا ومحييا ومميتا وعادلا ومحسنا وغفورا ونحو ذلك؛ أمورا لا وجود لها في الأعيان.
وجمهور العقلاء يقولون: إن هذا معلوم الفساد بالضرورة.
ثم بتقدير أن يقال: إن هذه لا وجود لها في الأعيان؛ يمكن أن يقال: إن نسبته إلى ما يقوم به من الحوادث كنسبته إلى ما ينفصل عنه، وأنها بينه وبين تلك الحوادث نسب وإضافات، والنسب والإضافات ليست أمورا موجودة في الأعيان.
والقائلون بجواز قيام الحوادث به يقولون: إنه لم يتصف بها كما لم يتصف بالمفعولات.
وأورد أبو عبد الله الرازي سؤالا بناء على دليل القبول بالنقص بالقدرة فإن كونه قابلا للحوادث مثل كونه قادرا عليها.
وهذا سؤال صحيح ليس عنه جواب صحيح، وهو الأقوى من الأول.
Bogga 123