Masala Sharqiyya
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Noocyada
لم تقدم إنجلترا أية مساعدة للدولة العثمانية؛ ولذا اضطر السلطان محمود إلى عقد معاهدة أدرنة (4 سبتمبر 1829) مع روسيا أعطى فيها امتيازات لروسيا في بلاد الشركس، وفي وادي الدانوب، بحيث أصبحت ولايتا الدانوب، ولاشيا وملدافيا، تحت رحمتها.
وهنا تتطور مطامع روسيا بالنسبة للدولة العثمانية؛ ففي عهد كاترين نجد عداء سافرا للدولة العثمانية، وفي عهد الإسكندر نجد سياسة حث السلطان على تحسين حال رعاياه المسيحيين، ثم سياسة العمل على القضاء على الدولة العثمانية وإنشاء دول صقلبية وإغريقية مكانها، وأما في عهد القيصر نيكولاس فلم تكن سياسته دولية الصبغة وإنما قومية بحتة، ومن بعد هذه الحرب سيكون نيكولاس رأيه فيما يختص بالسياسة التي يتبعها بإزاء الدولة العثمانية.
لقد كون نيكولاس لجنة من سبعة لوضع سياسة روسيا تجاه الدولة العثمانية، ويهمنا آراء نسلرود
Nesselrode
وداشكوف
Daskov
التي سطرت سنة 1828. رأت هذه اللجنة أولا أن طرد الأتراك من أوروبا سيدعوهم إلى التركز في آسيا الصغرى حيث يجددون قوتهم، ومن ثم يستطيعون تهديد روسيا والقوقاز. ثانيا أنه إذا عملت روسيا على تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية فازت الدول الكبرى بنصيب كبير منها، وستصير جيرانا لروسيا بدلا من تركيا الضعيفة، ولم تستفد روسيا كثيرا من إعلان الآستانة مدينة حرة؛ لأن فرنسا وإنجلترا ستستطيعان النفوذ إلى البحر الأسود.
فيقول نسلرود: إن طرد الأتراك من الآستانة وإعادة كنيسة أياصوفيا جميل، وسيخلد التاريخ اسم روسيا، ولكن ما الذي تستفيده روسيا من القضاء على جار ضعيف وإحلال جيران أقوياء وخطرين محله؟ وبنى على هذا أن ليس من صالح روسيا العمل على سقوط الدولة العثمانية، بل من صالحها المحافظة على الحالة الراهنة في تركيا، وعدم خلق الظروف التي تنهار فيها؛ ولذا فسياسة العمل على تقسيم تركيا فيها أخطار جسيمة على روسيا، وعلى هذا الأساس وضعت معاهدة أدرنة، فتمد روسيا نفوذها إلى الصرب وإلى الولايتين الدانوبيتين، وربما إلى اليونان. أما العمل على إسقاط الدولة، ففي نظر روسيا يؤدي إلى احتلال النمسا للدانوب ونفوذ أساطيل إنجلترا وفرنسا إلى البحر الأسود.
وعلى هذا الأساس أيضا بنى القيصر سياسته تجاه اعتداء محمد علي على تركيا. فهذا الاعتداء سيؤدي في نظر القيصر إلى مواقف معقدة لا قبل لروسيا بها، وروسيا تفضل بقاء السلطان في الآستانة على مجيء محمد علي إليها.
ولذا كان موقف إنجلترا بإزاء حركة الاستقلال اليونانية إنشاء دولة يونانية قوية لتستطيع الوقوف على قدميها دون الالتجاء إلى معونة روسيا، وتم ذلك في سنة 1832.
Bog aan la aqoon