Masala Sharqiyya
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Noocyada
ولذا تخلى الروس عن تأييد نابليون الثالث في حربه مع النمسا في إيطاليا. لقد أظهر الروس فعلا لنابليون عدم موافقتهم على سياسته لإيطاليا.
لم يكن مؤتمر باريس قد وافق على مسألة توحيد الولايتين الدانوبيتين، ولم يفد إخلاص نابليون لفكرة القومية أمام خشية تركيا ضياع صلة الولايتين الاسمية بها، وأيدت النمسا تركيا، فلقد كانت فينا تخشى قيام دولة موحدة بجانب ترانسلفانيا، ولكن روسيا أيدت اتحاد الولايتين، ولو أنه في غير صالحها، وأيدت إنجلترا التقسيم، فستراتفورد لم يكن مستعدا للعمل على انحلال الدولة العثمانية، وأقنع برسني نابليون الثالث بأن ليس من مصلحة فرنسا العمل على انحلال تركيا الأوروبية، وأخيرا فاز رأي إنجلترا وتركيا، ولكن سكان الولايتين قرروا في سنة 1859 الاتحاد.
ويظهر أن السلطان لم ينفذ وعده بخصوص تحسين مركز رعاياه المسيحيين.
وأما حيدة البحر الأسود، فلقد استمرت إلى سنة 1870.
وأما بسارابيا، فلقد عادت لروسيا في سنة 1878.
وأما حماية الدولة العثمانية، فلم يهتم بها أحد بعد ذلك، بل هوجمت الفكرة نفسها في السنة التالية.
بينما ستنفذ بالتدريج السياسة التي أشار إليها نيكولاس، فلقد احتلت إنجلترا قبرص ومصر في سنتي 1878، 1882، ولكن ما أخطأ فيه نيكولاس هو إنشاء دول بلقانية تحت حماية روسيا، فهذه الدول ستعمل على التحرر من النفوذ الروسي القيصري، ولم تستطع روسيا الاقتراب من الآستانة، وما زالت مشكلة المضايق مشكلة باقية إلى الوقت الحاضر.
وهنا يحسن أن نبدي بعض الملاحظات العامة على ظروف أحاطت بحرب القرم. فالقيادة للمحاربين لم تكن بذات كفاية، فقائد الحملة الإنجليزية راجلان
Raglan
كان قد بلغ من الكبر عتيا، وترك الخدمة العاملة مدة أربعين عاما، وكانت سنه خمسة وستين عاما. هذا في الوقت الذي كان فيه قائد الحملة الفرنسية مريضا على وشك الموت.
Bog aan la aqoon