Masala Sharqiyya
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Noocyada
وزيرا للخارجية وبالمرستون وزيرا للداخلية، وهما شخصيتان لا يستطيع أبردين إقناعهما بسهولة. في أوائل عهد هذه الوزارة صرح القيصر بتصريحاته المشهورة السابقة لسيمور، وسيظهر للقيصر وسفيره برونو أن وزارة أبردين ليست أداة طيعة في أيديهما؛ فلم يكن أبردين بالذي يستطيع إصدار الأوامر إلى زملائه.
ولذا أمام موقف فرنسا القوي فيما يختص بحقوقها في الأراضي المقدسة قرر القيصر القيام بمناورات حربية على الحدود التركية، وإرسال بعثة منشكوف
Menschikov
للآستانة.
وفي تعليمات القيصر لمنشكوف. بين القيصر أن ليس له مطامع شخصية في الدولة العثمانية، وإنما هو يريد تحقيق مطالب رعاياه. أرسل القيصر منشكوف في بعثة سلمية في الظاهر، ولكن كان الغرض منها هو تهديد السلطان، حتى لا يستجيب لمطالب فرنسا، وكان القيصر يريد فرض حماية روسية على رعايا السلطان الأرثوذكسي، ولخص السفير الروسي برونو الموقف في عبارته المشهورة:
Russia is strong. Turkey weak. That is the preambule of all treaties. This epitaph is inscribed already on the tomb of the Turkish Empire.
ولم يكن منشكوف يمتاز بالكياسة واللباقة، وكانت مهمته كما رأينا انتزاع فرمان من الباب بإرجاع الحالة في الأراضي المقدسة إلى ما كانت عليه قبل فبراير 1852، وأخذ فرمان آخر أو «سند» بتأكيد حقوق الرعايا الأرثوذكس، وحماية الروسيا لهم، وفي حالة اعتراض فرنسا أو تهديدها للباب العالي يعقد منشكوف مع الدولة العثمانية معاهدة دفاعية سرية.
كانت التعليمات إلى منشكوف بألا يغفل سياسة التهديد للباب العالي، وأن يري استعداد روسيا للحرب، وأن تركيا لا تستطيع الصمود أمام جيوش روسيا، ووصل منشكوف على سفينة حربية إلى الآستانة، وكان منشكوف رجلا متكبرا متغطرسا، يرمي قبل كل شيء إلى إذلال وزراء السلطان؛ ولذا وجد من مهمته العمل على طرد فؤاد باشا من وزارة الخارجية، فكان في هذا امتهان واضح للسلطان والوزراء وللحكومة العثمانية.
ولم ينس الأتراك ذلك، ولكن استقالة فؤاد كانت عاملة على إثارة مخاوف فرنسا، فأسرع سفيرها بندتي
Benedetti
Bog aan la aqoon