أثارت رغبة الخديو إسماعيل في الفتح وتوسيع الملك وإنشاء إمبراطورية أفريقية في نفسه إعداد حملات عسكرية لغزو الحبشة، والهيمنة على منابع النيل الأزرق فيها؛ فجرد ثلاث حملات عسكرية: (1) حملة بقيادة أندروب بك الدانيمركي سنة 1875، ثم (2) حملة بقيادة منزنجر باشا السويسري سنة 1875 وهزمت الحملتان، ثم (3) حملة بقيادة راتب باشا ومعه الجنرال لونج باشا «الأمريكي»، وباءت بالفشل في مارس سنة 1876، وعقدت بين الخديو وبين الملك يوحنا معاهدة، قضت بانسحاب الجيش المصري من الحبشة وترك «سنهيت» لمصر، وبفتح التجارة بين مصوع والحبشة، وكانت هذه الحملات مغامرة وخطأ. (9) المحالفة الحبشية الإيطالية
وقد كتب مستر مارسيل برات مقالات متتابعة عن رحلة له في الحبشة وعن تاريخها وأسباب النزاع الحالي بين الحبشة وإيطاليا، وقد نشرت «الديلي تلغراف» هذه المقالات، وقد تكلم حضرته عن مخالفة بين إيطاليا والحبشة، فقال:
يقال إن النجاشي يوحنا قد حصل على مدافع وذخيرة من الإنجليز، ونجح في إخضاع كل مزاحميه، واتخذ لنفسه لقب نجاشي النجاشيين أو «ملك الملوك»، ولما توج في أكسوم - المدينة المقدسة - في سنة 1879 تسمى باسم يوحنا، وكان حكمه سلسلة طويلة من الحروب الداخلية.
كان منليك أكبر خصوم يوحنا، وكان الإيطاليون يؤيدونه لأن مصلحتهم في أن يبذروا الشقاق في الحبشة، وأخيرا قتل يوحنا في حربه مع الدراويش؛ فمكنت وفاته منليك من تولي السلطة. وكان عرش منليك ما يزال مزعزعا؛ فاستعان بالإيطاليين الذين رأوا في الملك الجديد حليفا نافعا؛ فسارعوا إلى عقد محالفة معه - محالفة 1889 الشهيرة.
قد يكون من المفيد في الموقف الحاضر أن نقرأ واحدا أو اثنين من نصوص المعاهدة التي جاء فيها: (1)
إن جلالة أمبرتو الأول ملك إيطاليا وجلالة منليك ملك ملوك الحبشة لكي يجعلا السلم مفيدا ودائما بين مملكتي إيطاليا والحبشة في سبيل الصداقة والتجارة. (2)
على أن يكون سلاما ودائما وصداقة بين صاحب الجلالة ملك إيطاليا وصاحب الجلالة ملك ملوك الحبشة، وبين وارثيهم وخلفائهم ورعاياهم والسكان الذين تحت حكمهم. (3)
تجنب أي نزاع على مشكلة حدود الأقاليم التي يتولى الطرفان المتعاقدان السيادة عليها. تقوم لجنة مؤلفة من مندوبين إيطاليين ومندوبين حبشيين برسم خط تحديدي على الحدود يرسم طبقا للنصوص الآتية: (أ)
خط الهضبة العالية بين الحدود الإيطالية الحبشية. (ب)
تدخل قرى هالاي ساجانيتي في الأراضي الإيطاليا. (ج)
Bog aan la aqoon