١٨٦ - سألتَ عن قَوْلِ عَلِيٍّ: "وفِتْنَةٍ يُمَحَّصُ النَّاسُ فيها كما يُمَحَّصُ ذَهَبُ المَعْدِنِ" (١)؟ .
• يُمَحَّصُ: يُخْتَبَرُ النَّاسُ فيها كما يُخْتَبَرُ الذَّهَبُ بالنَّار، فَيُعْرَفُ جَوْدَتُهُ مِنْ رَداءَتِه، ومنه قَوْلُ اللهِ: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٢). قالَ الشّاعِرُ (٣):
رَأَيْتُ فُضَيْلًا كان شَيْئًا مُلَفَّفًا ... فَكَشَّفَهُ التَّمْحِيْصُ حَتّى بَدَاْ لِيا (٤)
أي كشَّفَه الاختبارُ.
(١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٣٤٥، والنهاية ١/ ٣٠٢، والغريبين (محص)، واللسان والتاج (محص).
وفي اللسان (محص): ومحصت الذهب بالنار إذا خلّصته مما يشوبه وفي حديث علي وذكر فتنة فقال: يمحص الناس فيها كما يمحص ذهب المعدن ... يختبرون كما يختبر الذهب لتعرف جودته من ردائته.
(٢) الآية ١٤١ من سورة آل عمران.
(٣) الشاعر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: من شجعان الطالبيين وأجوادهم وشعرائهم. يتهم بالزندقة. وكان فتاكَّا سيِّئ الحاشية. مات سنة ١٢٩ هـ. لسان الميزان ٣/ ٣٦٣، والأعلام ٤/ ١٣٩.
(٤) البيت للشاعر عبد الله بن معاوية كما في شعره ص ٨٩ - ٩٠، وانظر أيضًا: الكامل ١/ ٢٧٦، والأغاني ١٢/ ٢١٤ وعيون الأخبار ٣/ ٧٦ وزهر الآداب ١/ ٨٥، وشرح أبيات المغني ٤/ ٢٦٧ والمرصفي ٣/ ١٤.