250

Masail Wa Ajwiba

المسائل والأجوبة لابن قتيبة

Baare

مروان العطية - محسن خرابة

Daabacaha

دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Noocyada

٨٨ - سألتَ عن قولِ اللهِ جلَّ وعزَّ: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ (١). وقلتَ: كيف تكونُ العُيونُ في غِطاءٍ عن الذِّكْر، وإنَّما تكونُ الأَسْماعُ في غِطاءٍ عن الذّكْرِ؟ . • والذي عندي في ذلك أنه أراد عيونَ القلوبِ بذلك يَدُلُّكَ على ذلك قولُ النّاسِ: عَمِيَ قَلْبُ فلانٍ، وفُلانٌ أَعْمى القلبِ إذا كان لا يفهمُ، والله جلَّ وعزَّ يقولُ: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (٢). يُريدُ أَنَّ عَمَى العُيونِ لا يَضُرُّ في الدين، فلما لم يكنْ ضارًا في الدِّين، ولا مانعًا من الاهتداء لم يكن أَعْمَى. ولمّا كان عَمَى القلب ضارًا في الدِّينِ مانعًا من الاهتداء كان أعمى، ولمّا جازَ أن يُقالَ: عمي قلبُهُ جاز أَن يُجعَلَ للقلب عَينٌ إذْ كانَ العَمَى في العينِ. ومثلُ هذا قولُهُ ﵎: ﴿وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا﴾ (٣) والأَكِنَّةُ الأَغْطِيَةُ (٤).

(١) سورة الكهف الآية ١٠١. (٢) سورة الحج الآية ٤٦ وانظر القرطبي ١٢/ ٧٧. (٣) سورة الأنعام الآية ٢٥ أو الإِسراء الآية ٤٦. (٤) الأكنة: الأغطية: اللسان (كنى).

1 / 252