وقد أنزله بالمدينة؛ ومحبوب الله أفضل من محبوب النبي عليه السلام؛ ولهذا اختار صلى الله عليه وسلم المقام فيها إلى أن مات ودفن بها.
قلت: فكانت المدينة أفضل لهذا المعنى:
بجيرانها تعلو الديار وترخص ...
لكن الجواب عن هذا سهل، وهو:
أن ذلك خاص بالبقعة الشريفة التي أنزل فيها للقبر، وضمت أعضاءه الشريفة، وتلك البقعة لا شك أنه أفضل من الكعبة، وأفضل من العرش، والكرسي، واللوح، والقلم، والجنة، وبها افتخرت الأرض على السماء.
وهذا ليس محلا للنزاع.
وإنما النزاع في تفضيل الحرمين الشريفين، والبلدين النيرين؛ فكيف يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى في تفاوت الصلاة في المسجدين؟ وبماذا يجيب على الأحاديث الواردة في ذلك؟
ومع ذلك، فطينته صلى الله عليه وسلم من الكعبة، لما روى الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي خلق منه النبي صلى الله عليه وسلم من تراب الكعبة.
قال ابن عباس: أصل طينته من سرة الأرض بمكة.
Bogga 42