قال ابن الجوزي: والذي أراه من الجواب: أن بقاء أثر الخطايا باقية -وهو السواد- أبلغ في باب العبرة والعظة؛ لتعلم أن الخطايا إذا أثرت في الحجر؛ فتأثيرها في القلوب أعظم؛ فوجب لذلك أن تجتنب. انتهى.
وقال السهيلي: والحكمة في كونه سودته خطايا بني آدم دون غيره من بناء الكعبة، أن العهد الذي فيه هو الفطرة التي فطر الناس عليها من توحيد الله، وكل مولود يولد على الفطرة، وقلبه في غاية البياض؛ لأن فيه ذلك العهد؛ ثم يسود بالذنوب، فكذلك الحجر الذي فيه ذلك العهد المأخوذ عليه؛ فلما تناسبا أثرت فيه الخطايا كما أثرت في بني آدم. انتهى.
وهذه العلة غير مطردة في المقام.
قال المولى المحدث الكازروني في ((منسكه)): وقيل: سود الحجر الحريق مرتين: قبل الإسلام وبعده. وقد روي أنه رؤي قبل الحريق أبيض يتلألأ، يتراءى الإنسان فيه وجهه. انتهى.
وعن نوفل بن معاوية الديلمي قال: رأيت المقام في عهد عبد المطلب مثل المهاة.
والمهاة خرزة بيضاء، ذكره في ((البحر العميق)).
وهذا كله مخالفة لظاهر الحديث.
Bogga 37