============================================================
المسائا المشكلة البيت، أو ليس هذا الباب يجيء كله غير متعد؟
فالقول فيه: إن الباب من اسم الفاعل، كما قلت غير متعد، كما أن فعله كذلك، إلا أن الشاعر للضرورة يجوز أن يكون حمل ذلك على المعنى فعداه، والمعنى: فإني خليلا صالحا بك خادم، أو انقطع خليلا أو اتخذه إن كنت أنت مكاشرا لي، ومعرضا عني. فحمله علي هذا المعنى وعداه، كما حمله (الرفت) علي معني الإفضاء في قوله: لاالرفث إلى نسائكم [البقرة: 187] .
وإن شئت قلت: أضمر شيئا دل عليه (مقتوي)، فنصبه بذاك وقد قيل في قوله: سفه نفسه [البقرة: 130]: أنه حمل علي معني (جهل) فعدى كما عدى، فكذلك يكون هذا البيت، ف(مقتو) من (مقتوين) وزنه: مفعل، وأصله: المفعلل، و (مقتوي): مفعلل.
وأصل الكلمة: القتوة. وحدثنا أبو الحسن عن أحمد بن يجى قال: المقوي: من الخدمة، وقد شرحناه، قال: والمقتي: الذي يتروج امرأة أبيه، وقال: وهو الضيزن (1) أيضا، والمقتي: من المقت.
شرح آخر من القول في واحد اعلم آن قوله: مررت برجل واحد، يحتمل (واحد) فيه ضربين؛ أحدهما: أن يكون وصفا. والآخر: أن يكون اسما للعدد.
فأما الوصف فجار على الفعل، أو في تقدير ذلك، مثل: قائم.
وأما الاسم فهو اسم للعدد، من قولنا: واحد اثنان، ووصف هذا كما وصف برأربع) في قوهم: مررت بنسوة أربع، فحقيقة هذا أنه اسم، وعطف بيان، لا صفة، كما أني إذا قلت: مررت بأبي عبد الله زيد، كان عطفا.
الدليل على أن (واحدا) اسم ليس بوصف، وإن أحريت إعرابه على الاسم الذي قبله، وكان على لفظ ما يكون وصفا- قولك: مررت بنسوة أربع، وصرفك ل(الأربع). فلو كان وصفا لم ينصرف، كما لم ينصرف (أحمر، فانصراف هذا يذلك على أنه اسم، و(واحد) مثله، لموافقته له في باب العدد، وإن كانت التاء لم (1) الضيزن: الذي يتزوج امرأة أبيه، إذا طلقها أو مات عنها.
Bogga 234