213

============================================================

213 المساتا المشكلة مقامه، لأنك لو فعلت ذلك للزمك إضمارها، وليس لها إضمار.

فإن قلت: أفليست الأسماء المضمرة قد قامت مقام الفاعل، وليست هي ما يكنى عنها وإضمارها؟

فالقول: إن الجمل ليست أسماء مضمرة، وإنما هي مظهرة، والمظهرات إذا أقيمت مقام الفاعل لزم الكناية عنها وإضمارها، وذلك لا يجوز في الجمل، وأيضا فإن عامة الأسماء الفاعلة يثنى ويجمع، والجحمل لا تشنى ولا تحمع.

وأيضا فإن الفاعل عكس المبتدأ، فلو جاز أن يقوم مقامه الجملة لجاز أن يقوم مقام المبتدأ، فكنت توقع الجملة موقع الاسم المبتدأ على أها محدث عنها، ثم تسند الحديث بعد إليها، إما جملة وإما مفردا على حسب ما يسند إلى المبتدأ؛ ألا ترى: أن كل ما صلح أن يكون فاعلا من الأسماء صلح أن يكون مبتدأ، وقد يكون مبتدأ ما لا يكون فاعلا نحو: (كم(1)، و (مذ)، فكذلك لو جاز أن تكون الجملة فاعلة ومرفوعة الموضع لكوها فاعلة، لصلحت أن تكون مرفوعة الموضع لوقوعها موقع المبتدأ.

فإن قلت: فقد يكون فاعلا ما لا يكون مبتدأ، نحو: علامات الضمير المتصلة.

فالقول: إن المنفصلة يقوم مقامها، لأن هذين الصنفين متعاقبان فإذا وقع صنف موقع صنف سد مسد الآخر، وقام مقامه.

فإن قلت: أفليست الجمل قد ساوت المفرد في آن كني عنها باذيت وذيت)، كما كني عن الأفراد بلفلان) ونحوه؟

قيل: إن (ذيت وذيت) كناية عن الفعل والفاعل، كما أنه كناية عن المبتدأ والخبر، فلو جاز إقامة المبتدأ والخبر مقام الفاعل للكناية عنه ب (ذيت وذيت)، لجاز قيام الابتداء والخبر مقام الفاعل، وقيام الفعل والفاعل مقامه، ولجاز إقامة الشرط والجزا والقسم، والمقسم عليه، مقام ذلك أيضا، لأن هذا كله أخبار، وتقع الكناية عنها، فكما لا يجوز إقامة شيء من ذلك مقام الفاعل، وإن وقعت الكناية عنه (() (كم): اسم مبني على السكون، وهي كناية عن العدد المبهم، ولها موضعان: الاستفهام، والخبر. وتقع مبتدأة مثل: كم درهما عندك فاكم في موضع رفع مبتدأ، و (درهما) مصوب ها، و (عندك خبرهما.

Bogga 213