============================================================
المسائا المشكلة الوقف في نحو: سبسبا، وعيهل، فإن ذلك في ضرورة الشعر، ونظيره في الضرورة اثبات الهمزة في نحو: الا لا أرى اثنين أحسن منظرا على حدثان الدهر مني ومن جئل فكما لا يسوغ أن تشت همزة الوصل في الكلام، وإن أجازته الضرورة، كذلك لا تثبت هاء الوقف في الوصل في الكلام قياسا على ما أجازته الضرورة.
فأما قولهم: يا هناك فشاذ فذ وحكم ما كان مثله أن لا يعرج عليه، ولا يعدل بقياس غيره إليه. الا ترى أن سيبويه قال في (اثقخل): انفعل، ثم قال في (منحنيق) لما أراد أن يفسر مثاله أن الأسماء غير الجارية على أفعالها، لا تلحقها زائدتان من أوائلها فجعل ذلك لقلتها منزلة ما لم يجئ، وكذلك قال ليس في الكلام (فعلي) بغير الهاء، وقد حكى: حيري دهر(1)، فكذلك يا هناه مما حكم له بقلته وشذوذه.
ويدلك أيضا على أفا للتأنيث أها تنقلب في الوقف هاع، وهذه خاصة للي للتأنيث دون غيرها، وليست للتي للوقف حالان كالي للتأنيث، فتكون في الوقف على حال، وفي الوصل على أخرى، وكيف يكون لها اختلاف لفظ في الوصل كالي للتأنيث، وهي لا تثبت فيه، فلو كانت التي للوقف، كما قالوا: كليني لهم يا آميمة ناصب ويا طلحة أقبل ولو حاز أن يقول: إن هذه هاء الوقف، لأهم قد قالوا: يا هناه، لجاز أن يقول: إن الراء حرف زائد كحروف الزيادة، لقوطهم: شعر سبط وسبطر (2)، وأرض دمثة ودمثرة(2)، أخبرتا بذلك محمد بن الحسن فكما لا يعمل على القلة في هذا، كذلك لا يعمل على القلة في ذاك.
وأيضا فإنه يجوز أن تكون الهاء من قولهم: يا هناه، بدلا من الواو النتي هي لام في هنوات، لأن الهاء قد تشابه حروف اللين في الخفاء، وفي كوها من مخرج (1) لا أفعل ذلك حيري دهر ، أي: أمد الدهر.
1) شعر سط وسبطر: مسترسل غير جعد.
(3) أرض دمثة ودمثرة: سهلة.
Bogga 202