============================================================
المسائا. المشكلة فأما قوله: يالا، فقد قال أبو زيد: هو حكاية صوت الداعي: يال فلان.
حكي لنا أن أبا العباس محمدا(1)، وأحمد(2) كانا يلقيان هذا البيت، ويسألان عن وجه الإعراب فيه، والبيت: أمم كيف ينفع ما تغطي العلوق به رثمان أنف إذا ما ضن باللبن و(رئمان) بالرفع، والنصب، والجر، والمعنى: ما ينفع عطفها عليه إذا لم يدر لبنها؟
وأقول: إن الرفع في (رئمان) يجوز فيه من وجهين، والنصب من ثلاث جهات، والجر من جهة واحدة.
فأحد وجهي الرفع أن تبدل (رئمان) من الموصول، فتجعله إياه في المعنى ألا ترى: أن (رئمان أنف) هو ما تعطيه العلوق.
والآخر: أن تجعله خبر مبتدأ محنوف، كأنه لما قال: أم كيف ينفع ما تعطي العلوق. قيل له: وما تعطي العلوق؟ فقال: رئمان أنف، أي: هو كقوله: لابشر من ذلكم النار [الحج: 72]، أي : هي: فأما النصب فعلى معنى: آم كيف ينفع ما تعطيه من رثمان أنف، فحذف الحرف وأوصل الفعل.
ويجوز أن يكون من باب: *اصنع الله [النمل: 88]، و{وعد اللهل [الروم: 6]، كأنه لما قيل: تعطي العلوق، دل على: ترأم، لأن إعطاءها رئمان، كما أن قوله: غلبت الروم [الروم: 2]، وعد، فنصب (رئمان) على هذا الحد، لما دل عليه (تعطي): ويجوز أن ينتصب على الحال مثل: جاء ركضا، ونحوه، على قياس إحازة أبي العباس في هذا الباب، ويجعل (تعطي) منزلة تعطف، كأنه: أم كيف ينفع ما تتعطف به العلوق رائما، أي: كيف ينفع تعطفها رائمة مع منعها لبنها، فهذه ثلاثة أوجه في النصب.
(1) يعني : المبرد.
(2) يعني : تعلبا.
Bogga 164