============================================================
المسائا المشكلة على: كل وقت أضاء لهم البرق، وأضاء لهم الضوء مشوا، فهذا فاسد في المعن، ويمنع منه انتصاب (كلما)، ولو كان جزاء لكان مرتفعا، وكذلك القول في الآي الأخر التي تلوناها في أن (كلما) فيهن ظرف، لا يجوز أن يكون جزاء. ولكن لو قلت: كلما يذهب أذهب، وكلما تأكل اكل، جاز أن تكون (ما) جزاء التقدير: إن يذهب إنسان، أو حمار، أو عمرو أذهب، وإن تأكل الخبز، أو اللحم، أو غير ذلك اكل.
وقد زيدت (إن) مع (ما) هذه الي أقيمت مع صلتها مقام الظرف في الشعر، آنشد سيبويه: ورج الفتى للحق ما إن رأيته على السن خيرا لا يزال يزيد(1) والقول في هذا: إن (إن) هذه إنما زيدت معها لمشاهة (ما) النافية، ألا ترى: أها مشاهة لها في اللفظ وفي أنه ليس باسم، فأدخل (إن)، كما يدخلها مع النافية، نحو قوله: وما إن طبنا جبن.......
و نظير إدخاله (إن) هنا للمشاهة اللفظية، بيت آنشده أبو زيد: يرجي المرء ما إن لا يراه ويعرض دون أبعده خطوب (2) ونظيره أيضا قول الشاعر: لما أنسيت شكرك فاصطنعني فكيف ومن عطائك جل مالي(4) فأدخل اللام على النافية، كما يدخلها على الموصولة، فهذه كلها شواذ.
فأما قوله عز وحل: فاصدغ بما ثؤمر [الححر: 94]، ول{ يا أبت افعل ما ؤمر [الصافات: 102]، فيحتمل عندي- (ما) وحهين: أن يكون بمعني (الذي)، وأن يكون بمعني المصدر.
أما من قال: أمرتك بالخير، وأمرتك بالقيام، فلا يجوز على قوله أن يكون (1) البيت غير منسوب في الكتاب، (1) وهو جزء من صدر بيت لفروة بن مسيك، والبيت هو: وما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا (3) البيت منسوب إلى جابر بن رألان الطائى في نوادر أبي زيد،6.
(4) البيت للنابغة الذبياني.
Bogga 101