وقال الكميت بن زيد الأسدي:
تصل السماء إلى السماء ... بصوت أسحم ذي زماجر
يعني الغيث، فصيره سماء إلى سماء.
68- وسألت فقلت: كيف الجواب لمن قال: إن الله جل ثناؤه على عرش
مثل السرير؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: نقول لهم: قال الله عز وجل: { لقد كفر الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء وقتلهم الأنبياء بغير حق سنكتب ما قالوا } . من احتاج إلى شيء من جميع الأشياء كلها صغيرها وكبيرها، فهو فقير غير غني، فيثبت على من قال أن له عرشا مثل السرير أنه محتاج، ومن زعم أنه محتاج إلى قليل أو كثير فقد أوجب أنه فقير ولزمه الكفر بقول الله عز وجل: { لقد كفر الذين قالوا إن لله فقيرا } . لأن من زعم إن الله عز وجل يشبه خلقه في مجيء أو ذهاب، أو صعود أو نزول، أو حركة أو سكون، أو عرش يستوي عليه كاستواء الملوك على أسرتها أو ملائكة تحمله ما يفعل الناس بحمل بعضهم لبعض، أو أمر من جميع الأمور التي يلزم التشبيه، فقد أوجب أنه فقير، ومن قال بذلك فقد كفر بالله العظيم، والله تبارك وتعالى هو الغني على الحقيقة لا على المجاز، فكل غني وأن عظم غناءه لم يكن يغني على الحقيقة، وإنما هو غنى المجاز، وذلك لو أن رجلا ملك الأرض ومن عليها لم يكن يغني ، لأن الحاجة والفاقة، والعجز والفقر، لازم له، وإن ملك جميع الأرض ومن فيها، لأنه يحتاج إلى الطعام والشراب، والجيئة والذهاب، والغليظ والساب، فالفقر له مقارب في جميع الأسباب، والله تبارك وتعالى هو الغني لا يحتاج إلى شيء من جميع الأشياء كلها، وذلك قوله عز وجل: { هو الغني } . لأنه لا غني إلا هو تبارك اسمه.
Bogga 41