Masaʾil al-Qasim al-Rassi
مسائل القاسم الرسي
Noocyada
كثير فكيف يؤمن به ، ولم يحضر رجعته صلى الله عليه ، ومن لم يدرك دهره. وحديث رجعته فما قد جاءت به الأخبار من أنه صلى الله عليه يرجع إلى الدنيا ، نازلا من السماء ، فيحتج الله سبحانه على خلقه بما أبلغهم أولا ، ولرسوله محمد من الحق ، ويحتج لمحمد صلى الله عليه بما أبلغ قومه فيه من الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه ، من آيات الله وكتابه ، ويأمرهم باتباع محمد صلى الله عليه ويبين لهم ما حرفوا من كتب الله في محمد صلى الله عليه ، والسلطان سلطان آل محمد (1) صلى الله عليه وعليهم وسلم.
وقالت المعتزلة : إنه لا يرجع إلى الدنيا وإنه توفاه الله ، وتأولوا فيه قول الله لا شريك له : ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) [المائدة : 117] ، وقوله : ( إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ) [آل عمران : 55].
وقال : من خالفهم تأويل : ( إني متوفيك ) تسليمه له غير مجروح ، ولا مكلوم ولا مصلوب ، كما قال الذين لا يؤمنون إنه صلب وقتل ، كذبهم الله تبارك وتعالى فقال : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) [النساء : 157] ، وأي القولين قيل ، واحتج به محتج ، فليس فيه بحمد الله ريعان (2) ولا حرج ، ولا تستكثر من الله تبارك وتعالى أي ذلك ما كان ، لأن الله تبارك وتعالى ذو الحكمة والبيان.
191 وسألته : عن قول الله لا شريك له : ( الرحمن على العرش استوى ) (5) [طه : 5]؟
فقال : هو ملك وعلا ، وكذلك تقول العرب فيمن ملك بلدا ، وغلب ملكه فيه : إنه قد استوى عليه ، إذ ملك وغلب فيه ، وليس يتوهم ما ذكر الله من ذلك استواء مقعد ، ولا مشابهة في القعود بين الله وبين أحد ، وكذلك : ( ثم استوى إلى السماء ) [فصلت : 11] ، فهو علوه عليها ، ونفاذ أمره وخلقه وصنعه فيها.
192 وسألته : عن قول الله سبحانه : ( وكان عرشه على الماء ) [هود : 7]،
Bogga 617