235

Buugga Masabihka Min Ahbar Al-Mustafa Wa Al-Murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Noocyada

taariikh

[استشهاد الحسين السبط (ع)]

وكان من قصته أن عبيد الله بن زياد ولاه الري وأرض دستبى وأمره بالمسير، فخرج في أربعة آلاف، فورد عليه كتاب ابن زياد يسيره إلى محاربة الحسين، حتى إذا فرغ منه سار إلى ولايته فاستعفاه، فقال له:إما أن تسير إلي محاربته أو ترد علينا عهدنا.

فجعل يتقلقل ويقول:

ووالله ما أدري وإني لواقف .... ومهما يكن من حادث سيبين

أأترك ملك الري والري رغبة .... أم أرجع مذموما بقتل حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها .... حجاب وملك الري قرة عين

وغلب عليه الشقاء، فسار إلى قتله ونزل بنينوى على شط الفرات، وأرسل إلى الحسين عليه السلام بكتاب ابن زياد، ثم كتب بجواب الحسين، فكتب إليه مع شمر بن ذي الجوشن أني لم أبعثك لتكف عن الحسين وتمنيه البقاء والعافية، فإن نزل على حكم أمير المؤمنين واستسلم فذلك، وإلا فاقتله وأوطئ الخيل صدره وظهره، فإن أنت أبيت فاعتزل وخل بين شمر وبين العسكر، فقد أمرناه بأمرنا والسلام.

قال: وخرج ابن زيادحتى عسكر بالنخيلة وبعث الحصين بن تميم إلى عمر بن سعد وحجان بن الحر وشبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن في سبعة آلاف رجل، وكتب إلى عمر بن سعد يأمره بمنع الحسين وأصحابه الماء، فبعث ابن سعد ابن الحجاج في خمسمائة فارس حتى أحدقوا بالشريعة، وحالوا بينهم وبين الماء، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث، وناداه عبيد الله بن حصين ياحسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء، والله لا تذوق منه قطرة أوتموت عطشا.

فقال الحسين: اللهم أمته عطشا.

قال: فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب حتى يبغر فلا يروى، ثم يعود فيشرب فلا يروى فمازال كذلك حتى لفظ عمته، فلما أضر بالحسين وأصحابه العطش قام عليه السلام فأمر فحفرت آبار وأنبع الله لهم منها ماء عذبا فشربوا منه ودفن، فلما اشتد بهم العطش وجه أخاه العباس بن علي في خمسة عشر رجلا بالقرب فيهم رجل يقال له رشيد فلحقه أصحاب ابن الحجاج فقتلوه.

Bogga 333