Buugga Masabihka Min Ahbar Al-Mustafa Wa Al-Murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Noocyada
فسمع رسول الله قوله فغضب، ثم قال لهم: ((اخرجوا عني وأستودعكم كتاب الله وأهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وأنفذوا جيش أسامة، لا يتخلف عن بعثته إلاعاص لله ولرسوله))، ثم جعل يقول: ((اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم))، وخرج الناس وأغلق الباب الذي كان على الحجرة، فلما طلعت الشمس وانبسطت، ثقل رسول الله ورأسه في حجر علي عليه السلام والفضل يذب عنه بين يديه، وأقبل رسول الله على علي يساره يناجيه، وتنحى الفضل، فطالت مناجاته، فكان علي عليه السلام يقول: إنه أوصاني وعلمني بما هو كائن بعده.
وقال له: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، بلغ عني تأويل القرآن، وأنت وصيي، وخليفتي في أهلي وأمتي، من والاك فقد والاني، ومن عصاك فقد عصاني))، فلما فرغ من وصيته إياه أغمي عليه، ثم أفاق وهو يقول: ((بالكأس الأوفى وفي الرفيق الأعلى)) يقولها ثلاثا، ثم رجع الناس اجتمعوا على باب حجرة رسول الله وفيهم عمر بن الخطاب في يده درة يضرب بها الناس، ويقول: إن رسول الله لا يموت، ورجل آخر من بني فهر يقول: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم?[آل عمران:144].
قال: والناس يبكون وأرادوا الدخول على رسول الله فأبى علي أن يأذن لهم.
وجعل رسول الله يقول أحيانا: ((أين أنت يا جبريل؟ ادن مني)).
وجبريل يجيبه، وهو يقول: يا محمد، أبشر فإنك قادم على ربك.
ودنت منه فاطمة عليها السلام وهو مغمض العين فنادته: يا أبتاه تفديك نفسي، انظر إلي نظرة عسى كرب الموت تغشاني، ولا أراني إلا مفارقة الدنيا بعدك عن قريب أو معك.
Bogga 237