جنده وأمرائه وأعوانه وكبرائه وشجعانه وأخصائه ثم قال لأكبرهم الذي علمهم السحر وهو المشار إليه في الدعاء والمكر: رأيتك للحكم في هذه القضية والواقعة الرزية فقال: يا مولانا الأمير وصاحب المكر والتدبير أن العقلاء وذوي التجاريب قالوا شيئان لا تقاويهما: السعد في الطالع والروح في الجسد الطائع ولكل أجل كتاب وما دام الأجل باقيًا لا ينفع الجهد مع قوة السعد ولا تخرج الروح بالجروح فإذا تم الأجل انتكس السعد وانقلب وفارقت الروح الجسد بلا سبب وإذا كان الأمر كذلك فهذا الرجل الزاهد سعده عمال وطالعه في غاية الإقبال وكل منهم قد فوقناه إلى بحر هلاكه يعود علينا وكل رمح مكر صوبنا سنان عامله إلى شاكلة طعنة يرجع إلينا فالرأي عندي أن تتربص له الدوائر ولأنهم له احتيال محتال ولا مكر ماكر إلى أن تنقضي مدته وتسقط من طالع سعده قوته فعند ذلك يعود سعدنا ولا يضيع كدنا، فقال العفريت للوزير الثاني: أنت ما تقول وكيف ما ترى في الأمر الذي نحن فيه نجول؟ فقال رأي مولانا الوزير سديد وكل ما أشار به في هذا الأمر حميد ولكن كيف نهمل أمر هذا العدو ونركن مع وجوده إلى قرار وهدوء فإنه وإن كان طالعه في قوة فإنها له زيادة في قوته والتهاون في أمره مساعدة في معاونته وهذه علامة العجز والانكسار ومن أقوى أدلة الانحطاط والصغار، فعندي أن نبذل الجهد في حسم مادتهم وتعاطي كسر شوكتهم وهدم ما يبغون ورفض مما يعنون والأخذ في تمزيق جلدتهم وتفريق شأنهم وكلمتهم وقد قيل:
وتشتت الأعداء في آرائهم ... سبب لجمع خواطر الأحباب
وأيضًا:
واللص ليس له دليل سائر ... نحو الذي يبغي كنوم الحارس
1 / 41