Maratib
كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع)
Noocyada
فقال: إنهم يقتلونني يا رسول الله.
قال: «بل تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار، يكون آخر زادك ضياح (1) من لبن، قاتلك وسالبك في النار».
هذا الحديث معلوم مشهور متواتر، وفيه معجزات كثيرة؛
منها: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلم يموت وعمار يبقى.
ومنها: أنه ستفترق امته فرقتين بعده.
ومنها: أن إحداهما باغية، والاخرى عادلة.
ومنها: أن عمارا يكون في الفئة العادلة.
ومنها: أنه يقاتل ويدعو إلى الجنة، وأنه يدعو خبر، وأنهم يدعونه خبر آخر، وأنه إلى الحق يدعوهم خبر، وهم إلى الباطل خبر آخر، وأنه يكون له العلامة في قتله، أنه يطلب الماء فيسقى لبنا، وأن اللبن يكون قد تغير إلى الحموضة وهو الضياح. وأن له قاتلا يقتله، وأن له سالبا يأخذ سلبه، وأن سالبه غير قاتله.
فلما حصل بصفين وقد شاخ، وأخذ يناظرهم ويقاتلهم، تعب فانصرف وبه عطش، فطلب الماء، فسقى ضياحا، فلما نظر إليه بكى وأنشد:
اليوم نلقي الأحبه
محمدا وحزبه
وشد على نفسه عمامة، وشد الرمح على يده، فقاتل قتالا شديدا، فخرج عليه من الكمين من قتله وتركه، وجاء آخر وأخذ سلبه، حتى قال عبد الله بن عمرو بن العاص وقد كان مع أبيه مقلدا لسيفين:
«أنا أهجركم، فإنكم أهل البغي، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم يقول في عمار كيت وكيت».
Bogga 149