صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم فيما قال: «يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟» قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «فإني أقول لكم ما قال يوسف لإخوته:
لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين
اذهبوا فأنتم الطلقاء.»
وأسلمت قريش: منهم من أسلم طائعا، ومنهم من أسلم لأنه لم يجد من الإسلام بدا.
وكذلك استقر الإسلام في مكة بعد أن خرج منها، هاجر به النبي والمسلمون اتقاء للفتنة وابتغاء للأمن والعافية ونشر الدين، لا خائفين ولا وجلين.
عاد الإسلام إلى مكة واستقر فيها ظافرا منصورا موفورا، ودخلت قريش فيه طوعا أو كرها وصدق وعد الله في قوله الكريم:
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .
ولكن النبي ومن هاجر معه من أصحابه لم يقيموا بمكة ولم يستقروا فيها وإنما آثروا مهاجرهم في المدينة وكرهوا أشد الكره أن يستبدلوا به مكانا غيره مهما يكن وأن يخرجوا من المدينة إلا وفي نيتهم أن يعودوا إليها إن أذن الله لهم بالعودة إليها.
ويقول الرواة: إن سعد بن أبي وقاص - رحمه الله - مرض بمكة وثقل المرض عليه حتى هم بالوصية واستشار النبي في ذلك، فدعا له النبي وكان يشفق من أن يدركه الموت بعيدا عن الأرض التي هاجر إليها، وصارت هذه سنة بين المهاجرين من أصحاب النبي حتى كانوا يكرهون إن ألموا بمكة أن يصنعوا فيها صنيع المقيمين: كانوا يرون أنفسهم على سفر - وإن نزلوا بين عشائرهم من أهل مكة - فيقصرون الصلاة، ومن أجل ذلك راجعوا عثمان رحمه الله حين أتم الصلاة بمنى؛ لأنهم كانوا يرونه مسافرا يجب عليه قصر الصلاة - وإن كان أهله بمكة - لأن دار إقامته في المدينة لا في غيرها.
Bog aan la aqoon