وفضح الله في القرآن هذا كله من أمرهم، وفضح من أمرهم شيئا آخر وهو أن منهم من كانوا يؤذون النبي ويقولون: هو أذن؛ أي يسمع لما ينقل إليه. ورد الله عليهم ذلك بأن النبي أذن خير لهم، ثم أنذرهم بأن الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم.
فقال:
ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم .
وبعد أن أحصى الله من سوء أعمالهم وفضح من ذات نفوسهم ما تستطيع أن تقرأه فيما بعد هذه الآية من سورة التوبة أظهر من غضبه عليهم شيئا عظيما؛ فقال:
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين .
ويقول المحدثون - وفيهم الشيخان - إن عبد الله بن أبي بن سلول لما مات جاء ابنه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
فأنبأه بموته وسأله الصلاة عليه فأجابه النبي إلى ما سأل. وكان عمر حاضرا فراجع النبي في ذلك وذكر هذه الآية، فقال النبي: «إن ربي خيرني وأختار الصلاة عليه.» فأنزل الله بعد ذلك نهيه عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم فقال:
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون .
ثم نهى الله نبيه عن أن يقبل منهم عذرا بعد عودته إلى المدينة وبعد أن بين الله له من أمرهم ما بين:
Bog aan la aqoon