Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Noocyada
688- ومنهم شيخنا أبو عبد الله القطب الخيضري. من الأجواد الكبار، لا سيما حين حصل القحط والغلاء والجهد الشديد، أظهر أمورا زائدة صار بها حاتم زمانه!.
منها: أنه رتب ثلاثة مطابخ بدمشق للفقراء، وصار يعطي كل من أقبل وأدبر على قدر حاله. وقد شاهدته في كل يوم يضع بين يديه كيسين من دراهم، ولا يزال يعطي كل من أتاه إلى الليل! وما رأيته رد سائلا، بل يحادثهم ويسائلهم عن أحوالهم، ويقول: أحب محادثتهم. ويتلهف عليهم وعلى سائر المسلمين، ويتحرق لذلك، ويجتهد في الدعاء برفع ذلك.
وكان ربما قيل له عن بعض الفقراء: إنه يحصل. فيقول: أيش يحصل حتى يحصل في هذا الغلاء؟ أكثر ما يحصل كذا وكذا، وهو لا يكفيه للخبز.
وكان يعطيهم الكسوة والدراهم، كل على حسب حاله، يعطي بعضهم العشرين والعشرة، والأربعة، والدرهمين، والدرهم، على قدر ضرورته وحاله. وما كان يسائلهم إلا ليعلم حقيقة أحوالهم؛ لأنه صحيح النظر مستقيم الرأي.
وكنت ربما أطلت الجلوس عنده أتحرى أقواله وأفعاله، وعطاءه وبذله، وأقتفي من مجالسه أمورا عديدة.
وكان إذا دخل عليه السائل أو طالب الحاجة، علمه من دخوله ومن سؤاله.
وقد كنت عنده يوما، فدخل عليه فقير متصوف يطلب ثمن قميص، فأعطاه وسأله الدعاء. ثم دخل تركماني فأعطاه وتلهف عليه. ثم دخل رجل قصير كأنه فلاح، فقال له: ليش ما تصلي؟.
Bogga 308