Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Noocyada
قلت: فما ذاك، فمثلي [من] شكر.
قال: أخيرها، فهي وما اختارت.
قلت: ما أنصفتني إذ تختار لغيري وتولي الخيار غيرك.
فأشار إلي العذري أن دعه يخيرها.
فأرسل إليها أن من الأمر كذا. فأرسلت إليه: ما كنت لأستبد بأمر دون القرشي، فالخيار في قوله، حكمه.
فقال لي: إنها قد ولتك أمرها، فاقض ما أنت قاض.
فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه، وقلت: اشهدوا أني قد زوجتها من الجعد بن مهجع، وأصدقتها هذا الألف دينار، وجعلت تكرمتها العبد والبعير والقبة، وكسوت الشيخ المطرف. وسألته أن يبني بها عليه من ليلته، فأرسل إلى أمها، فأتت فقالت: تخرج ابنتي كما تخرج الأمة؟.
فقال الشيخ: هجري في جهازها.
فما برحت حتى ضربت القبة في وسط الحريم، ثم أهديت إليه ليلا، وبت أنا عند الشيخ.
فلما أصبحت أتيت القبة، فصحت بصاحبي، فخرج إلي وقد أثر السرور فيه، فقلت: كيف كنت بعدي، وكيف هي بعدك؟.
فقال: أبدت لي والله كثيرا مما كانت أخفته عني يوم لقيتها، فسألتها عن ذلك فأنشأت تقول:
كتمت الهوى لما رأيت جازعا ... وقلت فتى بعض الصديق يريد
وأن تطرحني أو تقول فتية ... يضر بها برح الهوى فتعود
Bogga 140