Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Noocyada
فلا يبعدنك الله خلا فإنني ... سألقى كما لاقيت في الحب مصرعي ثم انطلقت حتى وقفت موقفي من عرفات، فبينا أنا كذلك إذا أنا بإنسان قد تغير لونه وساءت هيئته، فأدنى ناقته من ناقتي حتى خالف بين أعناقهما، ثم عانقني، وبكى حتى اشتد بكاؤه، فقلت: ما وراءك؟.
قال: برح العذل وطول المطل. ثم أنشأ يقول:
لئن كانت عيينة ذات لب ... لقد علمت بأن الحب داء
ألم تنظر إلى تغيير جسمي ... وأني لا يفارقني البكاء
وأني لو تكلفت الذي بي ... لقف الكلم وانكشف الغطاء
وأن معاشري ورجال قومي ... حتوفهما الصبابة واللقاء
إذا العذري مات خلي ذرع ... فذاك العبد يبكيه الرشاء
فقلت: يا أبا مسهر، إنها ساعة نضرب إليها أكباد الإبل من شرق الأرض وغربها، ولو دعوت كنت قمنا أن تظفر بحاجتك وأن تنصر على عدوك.
قال: فتركني وأقبل على الدعاء. فلما تدلت الشمس للغروب وهم الناس أن يفيضوا، سمعته تكلم بشيء، فأصغيت إليه فإذا هو يقول:
يا رب كل غدوة وروحه ... من محرم يشكو الضنى ولوحه
أنت حسيب الخطب يوم الدوحه ...
فقلت: وما يوم الدوحة؟.
قال: والله لأخبرنك ولو لم تسألني!.
Bogga 135