Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

Sulaiman Al Lahham d. Unknown
48

Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

مراقي العزة ومقومات السعادة

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

Goobta Daabacaadda

الدمام - السعودية

Noocyada

تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ٩]، وفي المعارج: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [الآية: ٣٤]. وهي الصلة بين العبد وبين ربه؛ ولهذا فإنها لا تسقُط بحالٍ من الأحوال، ما دام العقل موجودًا، لا في حال الخوف، ولا في حال المرض، أو غير ذلك، قال تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: ٢٣٩]؛ أي: فصلوا رجالًا أو ركبانًا. وقال ﷺ لعِمرانَ بنِ حُصَينٍ ﵁: «صلِّ قائمًا، فإنْ لم تستطِعْ فقاعدًا، فإنْ لم تَستطِعْ فعلى جَنْبٍ» (^١). وقال أبو بكر ﵁: «واعلَموا أن لله عملًا في الليل لا يَقبَلُه في النهار، وعملًا في النهار لا يقبله في الليل» (^٢). قال ابن تيميَّةَ ﵀ بعد ذكره قول أبي بكر ﵁: «وأما عمل النهار الذي لا يقبله بالليل، وعمل الليل الذي لا يقبله بالنهار، فهما صلاة الظهر والعصر، لا يحِل للإنسان أن يؤخِّرَهما إلى الليل» (^٣). وقال أيضًا: «وبالجملة، فليس لأحدٍ قطُّ شُغلٌ يُسقِطُ عنه فعلَ الصلاة في وقتها، بحيث يؤخر صلاةَ النهار إلى الليل، وصلاةَ الليل إلى النهار، بل لا بد من فِعلِها في الوقت» (^٤). وبقية أركان الإسلام بعد الشهادتينِ قد تسقط، فالزكاة تسقط عمن لا مال عنده، والصوم يسقط عمن لا يستطيعه؛ لمرضٍ، أو كِبَر، أو غير ذلك، والحج يسقط عمن لا يستطيع إليه سبيلًا؛ ولهذا كانت الصلاة عمادَ الدين، وعموده؛ لأنها تقوم مقام جميع

(^١) أخرجه البخاري في الجمعة (١١١٧)، وأبو داود في الصلاة (٩٥٢)، والنسائي في قيام الليل (١٦٦٠)، والترمذي في الصلاة (٣٧٢)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (١٢٢٣)، وأحمد ٤/ ٤٢٦ (١٩٨١٩) من حديث عمران بن حُصين ﵁. (^٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنَّفه» ١٩/ ١٣٤ (٣٥٥٧٤)، وعمر بن شبة في «تاريخ المدينة» (٢/ ٦٧٢)، والآجُرِّيُّ في «الشريعة» ٤/ ١٧٣٩ (١٢٠٢). وانظر: «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٣٨ - ٤٠). (^٣) «الفتاوى الكبرى» (٢/ ١٧). (^٤) «الفتاوى الكبرى» (٢/ ١٦).

1 / 52