Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda
مراقي العزة ومقومات السعادة
Daabacaha
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
Goobta Daabacaadda
الدمام - السعودية
Noocyada
تَقَطَّعَ فيهِ مُنزِلُ الوَحْيِ عَنهُمُ … وَقَد كان ذا نورٍ يَغورُ ويُنْجِدُ
فَبَيْنَا هُمُ في ذلكَ النُّورِ إذْ غَدَا … إلى نُورِهِمْ سَهْمٌ من المَوْتِ مُقصِدُ
فأصبحَ محمودًا إلى اللهِ راجعًا … يُبَكِّيهِ جفنُ المرسلاتِ ويحمدُ
وأمستْ بِلادُ الحَرْم وَحشًا بقاعُها … لِغَيْبَةِ ما كانَتْ منَ الوَحْيِ تعهدُ
قِفارًا سِوَى مَعْمورَةِ اللَّحْدِ ضَافَها … فَقِيدٌ يُبَكِّيهِ بَلاطٌ وغَرْقدُ
وَمَسْجِدُهُ فالموحِشاتُ لِفَقْدِهِ … خلاءٌ لهُ فيهِ مقامٌ ومقعدُ
فبكِّي رسولَ الله يا عينُ حسرةً … ولا أَعرِفَنْكِ الدهرَ دمعك يجمدُ
وما لي لا أبكي لذي النعمة التي … على الناس منها سابغ يُتغمدُ!
فجودي عليه بالدموع وأعولي … لفقد الذي لا مثله الدهر يُوجدُ
فما فقد الماضون مثل محمد … ولا مثله حتى القيامة يُفقدُ
خامسًا: أن يعلم المصاب أن المصيبة الكبرى والبلية العظمي أن يصاب الإنسان في دينه فيخسر دنياه وأخراه؛ كما قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: ١ - ٣].
وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر: ١٥].
قال شريح ﵀: «إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني» (^١)؛ فإن من كل شيء عوضًا إلا الدين.
سادسًا: على المصاب انتظار الفَرَج من الله تعالى: كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الانشراح: ٥، ٦].
وقال ﷺ لابن عباس ﵄: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن
_________
(^١) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» ٧/ ١٩٨ (٩٩٨٠)، وابن عساكر في «تاريخه» (٢٣/ ٤٢). وانظر: «الكبائر» للذهبي ص (١٩٥)، «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٠٥).
1 / 31