Haweeneydu Ma Ahan Ciyaarta Ninka
المرأة ليست لعبة الرجل
Noocyada
ولذلك كثيرا ما نجد زوجين يتشابهان إلى الحد الذي نتوهم منه أنهما شقيقان؛ وذلك لأن الزوج عندما شرع يتوسم الوجوه أيام الخطبة ترشحا للزواج لم يكن يجد من صور الجمال سوى تلك التي كانت تشبه أمه.
وما دام هو نفسه يشبه أمه بحكم الوراثة فإنه يختار فتاة تشبهه هو ومن هنا هذا التشابه الكبير بين الزوجين.
إن صورة الأم التي عرفناها أيام الرضاع تبقى ماثلة في أذهاننا طيلة حياتنا.
ليس أبعث في النفس للوعة والشجن من رؤية الأمومة المنهوكة؛ حين نصادف أما قد تجاوزت الخمسين وقد جف ثدياها وانخسف صدرها فإننا هنا نقرأ على وجهها وتفاصيل جسمها تاريخا إنسانيا، هو الجمال الذي فني، والصحة التي تهدمت، والحيوية التي ذبلت. ونوقن أن كل ذلك قد ذهب، جمال وصحة وحيوية، في خلق أطفالها.
إن الأمهات يتمزقن كي يخلقن.
ولقد رأيت صورة الأم مرة واحدة فلم أنسها.
هي أم الرسام الأميركي هويسلر. رسمها ليس كما كان يراها فقط، بل كما كان يشهد ضميره عليها. رسم نفسها أكثر مما رسم جسمها.
رسمها قاعدة على كرسيها، جافة شائنة، ولكنها راضية عن حياتها الذاهبة؛ لأن ابنها يمتلئ حيوية أمامها، ويقوم ويقعد، ويتأملها في فرح، ويحاول أن يخط بريشته خطوط الأمومة التي كان يحس انطواء جسمها عليها.
أليس في نفس كل إنسان هذه الصورة يرسمها لأمه في قلبه؟
إني كثيرا ما وجدت شعراء كان شعرهم تلفيقا وحياتهم تمليقا، ولكن ما هو أن كانوا يذكرون أمهاتهم حتى كانت تنبجس من قلوبهم العواطف الإنسانية، وحتى كانت تغلي أرواحهم لوعة وشجنا وطربا.
Bog aan la aqoon