Haweeneydu Ma Ahan Ciyaarta Ninka
المرأة ليست لعبة الرجل
Noocyada
إن النساء أقنع وأقصد.
إن كلمة «مجتمع» في مصر لا تؤدي المعنى الذي يفهم من المجتمعات الأوربية ذلك أن النساء والرجال يجتمعون هناك فيتألف منهم «مجتمع». ولكننا نفصل في مصر بين الجنسين. وأولى بنا لهذا السبب أن نسمي مجتمعنا «المنفصل» حتى ينطبق اللفظ على المعنى.
إننا نعيش في حضارة قد انتهت بالتسليم بالمساواة بين الجنسين ويمكن أن نقول إننا لا نعيش في هذه الحضارة ولكننا ننشد هذا الأمل. وهذه الحضارة أجزاء لا تتجزأ، فلا يمكن أن نأخذ بجزء أو أجزاء منها ثم نترك الباقي.
وقد توافت أجزاء هذه الحضارة ووسائلها إلى جعل البيت خاليا من الواجبات المنزلية التي كانت تحيا فيها جداتنا. وهي واجبات كانت تشغل المرأة عن الاهتمامات الاجتماعية والسياسية والثقافية؛ إذ كان عليها أن تطبخ وتغسل وترشح الماء وتكنس. بل كان عليها أحيانا أن تعجن وتخبز وتخيط ملابسها وملابس أطفالها. أما الآن فإن جميع هذه الواجبات قد أحيلت إلى غيرها، أو هي قد صارت تؤدى في يسر وسرعة بحيث تقوم الدقيقة مقام الساعة، وبحيث لم تعد تجهد المرأة أقل الجهد. وكذلك أصبحت المرأة، من الطبقة الثرية والمتوسطة، عاطلة في البيت أو شبه عاطلة، وهذه الحال نفسها هي التي حملت المرأة، في أوربا وأميركا، على الخروج إلى المصانع والمتاجر وعلى أن تنشد بناء شخصيتها في آفاق المجتمع الواسعة بدلا من أن تقعد عاطلة في البيت لا تجد عملا تؤديه.
وقد أصبح كثير من سيداتنا في مثل هذه الحال. وقد تعلمن واختلطن بالمجتمع، ولكننا حرمناهن من القيام بالواجبات الوطنية وتركناهن في عطلهن يرفهن عن أنفسهن أحيانا بالعبث لأنهن لا يجدن الجد، أو يقضين وقتهن في سأم وسخط وهن معذورات.
والجد هو أن نقدم لهن الفرصة لخدمة بلادهن بالعمل المنتج.
والفرصة الصارخة لنا في الوقت الحاضر هي أن نعين المرأة الكفء للعمل الكفء، وأن نستغل الجديرات كي يمثلننا في المؤتمرات والسفارات والوزارات، حتى يخدمننا وحتى يزلن ما يتهمنا به الأوربيون من التهم التي تجرح كرامتنا الوطنية، والتي تجعلنا نبدو أمام العالم المتمدن كما لو كنا فصيلة منفصلة من المجتمع البشري.
وهنا خبر أرجو أن يكون بشرى.
هو الخبر الذي ذكرته الصحف هذا الصباح بأنه سيكون لنا برلمان في يناير القادم يمثل الشعب المصري.
إن برلمانا مصريا يجب أن يحتوي الأعضاء من الرجال والنساء.
Bog aan la aqoon