ولسينيكا الفيلسوف الروماني رأيه الخاص في المرأة الجميلة إذا يقول: «ليست الفتاة الجميلة والغادة الفاتنة، هي التي تطري فيها محاسن عقبها أو ذراعها، بل هي التي ينسيك جمال شكلها العام أن تتشدق بجمال أجزائها منفردة.»
كما أن لأكثم بن صيفي رأيه الخاص كذلك، فيقول: «ولا يفلتنكم جمال النساء عن صراحة النسب، فإن المناكح الكريمة مدرجة الشرف.»
ويحدثنا جبران خليل جبران في هذا الصدد فيقول: «إن المرأة التي يمنحها الله جمال النفس مشفوعا بجمال الجسد، هي حقيقة ظاهرة غامضة، نفهمها بالمحبة، ونلمسها بالطهارة، وعندما نحاول وصفها بالكلام تختفي عن بصائرنا وراء ضباب الحيرة والالتباس.»
وبالرغم من كل ذلك الذي ذكره الفلاسفة والأدباء والحكماء، فإنه من العسير تعريف جمال الأنثى، فإن «الجمال» يتوقف على نظرة الناظر إليه.
ووجهة نظر النساء في هذا الشأن أدق وأوفى، فإنهن يحببن الأناقة والرشاقة، ويعجبن بالشعر المصفف تصفيفا بديعا، وينظرن من المرأة إلى التفاصيل مفردة، على حين ترى الرجل يفتنه من المرأة أو يرده عنها ذلك الأثر الذي تتركه في نفسه جملة واحدة، فالرجال أكثر افتتانا برقعة المرأة ومفاتن جسدها وخفتها، ويحبون المظهر الطبيعي غير المتصنع فيها.
وثمة نوعان من النساء، يجذبن إليهن أنظار الرجال، الأول: المرأة ذات المظهر والأبهة التي تألقت فيها يد الصناع، هذه يعجب بها الرجال، ولكنهم لا يرتاحون إليها إذا ضمهم وإياها مجلس في خلوة أو سامر. والثاني: المرأة التي حباها الله الحسن مع الحنان والعطف، وهي التي تفيض على صاحبها المتعة والسعادة داخل البيت وخارجه.
وتناسق قسمات الوجه أمر لا بد منه للجمال، ولكنه أول المرحلة فحسب، فإن كثيرا من الفتيات - إذا حكمنا مقاييس الجمال - من أروع النساء جمالا وفتنة، غير أنه لا يكاد المرء يراهن حتى يعجل بغض الطرف عنهن، فمشيتهن مشية النوق العجال، وأصواتهن منكرة لا عذوبة فيها ولا رقة، وعقولهن قاع ضحضاح لا غور لها.
إن للمرأة الجميلة بهاء يشع من ذات نفسها، فالجمال الحق يفيض من داخل النفس، وقد يبدو هذا مبتذلا، ولكنه الحقيقة التي لا مراء فيها، وإلا فلماذا تكون المرأة أفتن ما تكون يوم عرسها؟
ولا يقل عقل المرأة عن جمالها مكانة، فهو منجل متين يهدم جميع أدمغة البشر، فيقول شبشرون: «لعقل المرأة ولجمالها من المزايا والعيوب، فهو خلاب ولكنه ضعيف، وإن خفة عقل المرأة لتثقل قلب الرجل.»
قال النبي
Bog aan la aqoon