بروايات أئمتهم (عليهم السلام) وخالفهم جماعة من السنة ، قال ابن الحجاج المالكي : إن السنة أوردت كل مستقذر يتناول بالشمال ، وكل طاهر يتناول باليمين ؛ ولأجل هذا المعنى كان المستحب في التختم أن يكون التختم بالشمال ، فإنه يأخذ الخاتم بيمينه ويجعله في شماله (1). ويحكي ابن حجر إن مالكا يكره التختم باليمين وإنما يكون باليسار ، وبالغ الباجي من المالكية بترجيح ما عليه مالك من التختم باليسار (2). وقال الشيخ إسماعيل البروسوي ذكر في عقد الدرر : إن السنة في الأصل التختم في اليمين ، ولما كان ذلك شعار أهل البدعة والظلمة ، صارت السنة أن يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا (3).
الرابع : ما ذكره الحديث (التعفير)، والتعفير في اللغة : وضع الشيء على العفر ، وهو التراب. والجبين في هذا الحديث الشريف إن اريد منه الجبهة كما استظهره الشيخ يوسف البحراني في الحدائق مدعيا كثرة الاستعمال بذلك في لسان أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ورد في التيمم ، فيكون الغرض بيان أن الجبهة في السجود لا بد أن تكون على الأرض ؛ لأن أهل السنة لم يلتزموا بوضعها على الأرض ، فإن أبا حنيفة ومالكا وأحمد في إحدى الروايتين عنه جوزوا السجود على كور العمامة (4) وفاضل الثوب (5) والملبوس ، وجوز الحنفية وضعها على الكف مع
Bogga 369