331

إنما اتي من قلة فقهه ولم يقرأ : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) وقوله تعالى : ( ... والله يؤتي ملكه من يشاء ... ) ( 1 ).

* الخربة

ولقد أحدثت هذه الخطبة هزة في مجلس يزيد ، وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي غمرهم وإنهم في أي واد يعمهون ، فلم ير يزيد مناصا إلا أن يخرج الحرم من المجلس إلى خربة لا تكنهم من حر ولا برد ، فأقاموا فيها ينوحون على الحسين (عليه السلام) (4) ثلاثة أيام (5).

وفي بعض الأيام خرج الإمام السجاد (ع) منها يتروح ، فلقيه المنهال بن عمر وقال له : كيف أمسيت يابن رسول الله؟ قال (ع): «أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، أمست العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منها ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأن محمدا منها ، وأمسينا معشر أهل بيته مقتولين مشردين ، فإنا لله وإنا اليه راجعون» (6).

قال المنهال : وبينا يكلمني إذ امرأة خرجت خلفه تقول له : إلى أين يا نعم الخلف؟ فتركني وأسرع إليها ، فسألت عنها قيل : هذه عمته زينب (7).

* إلى المدينة

لقد سر يزيد قتل الحسين (ع) ومن معه وسبي حريم رسول الله (صلى الله عليه

Bogga 360