287

* خطبة ام كلثوم (1)

وقالت ام كلثوم : صه يا أهل الكوفة ، تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ، فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل الخطاب.

يا أهل الكوفة ، سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه وانتهبتم أمواله ، وسبيتم نساءه ونكبتموه؟! فتبا لكم وسحقا.

ويلكم! أتدرون أي دواه دهتكم؟ وأي وزر على ظهوركم حملتم؟ وأي دماء سفكتم؟ وأي كريمة أصبتموها؟ وأي صبية أسلمتموها؟ وأي أموال انتهبتموها؟ قتلتم خير الرجالات بعد النبي ، ونزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا إن حزب الله هم المفلحون ، وحزب الشيطان هم الخاسرون.

فضج الناس بالبكاء ، ونشرن النساء الشعور ، وخمشن الوجوه ولطمن الخدود ، ودعون بالويل والثبور. فلم ير ذلك اليوم أكثر باك.

* خطبة السجاد (ع)

وجيء بعلي الحسين (ع) على بعير ضالع ، والجامعة في عنقه ، ويداه مغلولتان إلى عنقه ، وأوداجه تخشب دما فكان يقول :

يا امية السوء لا سقيا لربعكم

يا امة لم تراع جدنا فينا

وأومأ إلى الناس أن اسكتوا ، فلما سكتوا ، حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه ، ثم قال : «أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته وانتهب ماله ،

Bogga 316