262

فيها تراب أرض كربلاء فإذا به يفور دما (1) وهو الذي دفعه النبي (ص) إليها وأمرها أن تحتفظ به ، وزاد على ذلك سماعها في جوف الليل هاتفا ينعى الحسين (ع) فيقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا

أبشروا بالعذاب والتنكيل

وكانت تسمع في جوف الليل أصوات نعي الحسين (ع) ولم تر أحدا ، فمن ذلك :

ألا يا عين فاحتفلي بجهد

ومن يبكي على الشهداء بعدي

ولما سمع ابن عباس بكاءها ، أسرع إليها يسألها الخبر ، فأعلمته بأن ما في القارورتين يفور دما (5).

وفي يوم عاشوراء رأى ابن عباس رسول الله صلى الله عليه وآله أشعث مغبرا وبيده قارورة فيها دم فقال له : بأبي أنت وامي ما هذا؟ قال : «هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم» (6).

ولأجل بقاء الحسين عاريا على وجه الصعيد ثلاثا ، وهو علة الكائنات ؛

Bogga 291