============================================================
وفعلا حققت رسالة ابن النساخ أهدافها، واستاء الخليفة بشدة مما لحق بهم وأرسل إلى الملك الأيوبى المعود بن الكامل، الذى جرد حملة دخل بها اليمن وحارب الامام المنصور، ولكن ابن النساخ ابدى اعتذاره مرة أخرى للإمام فى قصيدة طويلة فعفى عنه (1). وهدات الأوضاع مرة أخرى، مما يدل على أثر الطابع القبلى العربى فى إدارة عجلة هذه الحروب، وتوقفها.
توجهت حملة الإمام المنصور بالله العسكرية إلى مجال آخر، وهو المجال الفكرى نحاول مناظرة المطرفية ومجادلتهم حول آرائهم؛ لعله يتتعهم ويشنيهم عن مذهبهم بالدليل والبرهان العقلى، وصنف فى ذلك مؤلفات كثيرة للرد عليهم منها : الرسالة الفارقة بين الزيدية والفرقة المارقة فى الكلام على المطرفية" (2).
عموما لم يكن كل الزيدية يوافقون الإمام المنصور بالله فى موقفه من تكفير المطرفية واستحلال دمائهم، فقد أنكر عليه بعض الأمراء ذلك كالأمير المعتضد بالله بيى بن منصور، والمهدى لدين الله محمد بن منصور، وطوائف من الزيدية والشافعية آخرين والإمام الداعى يحيى بن محسن بن محفوظ، وأدى ذلك إلى اتهام صاحب سيرة الإمام المنصور لهم بالتطريف (2).
(1) زارة : اثمة المن ص 137 (2) الحمى: تتمة الافادة فى تارهخ الانمة السادة جا ورقة 7ه و، مخطوط بمكتبة المتحف البريطانى بلندن، رقم 2976 ، (3) ابن الوزهر : المصدر السابق ورقة 1 68 ب - 175.
Bogga 16