194

Maqatilka Talibiyyiinta

مقاتل الطالبيين

Tifaftire

السيد أحمد صقر

Daabacaha

دار المعرفة

Goobta Daabacaadda

بيروت

انبعث به وهو غافل لم يتأهب له، وفي رجليه سلسلة، وفي عنقه زمّارة «١»، فهوى وعلقت الزمارة بالمحمل، فرأيته منوطا بعنقه يضطرب، ورأيت [عبد الله بن حسن] جزع وبكى بكاء شديدا «٢» .
أخبرني عمر بن عبد الله، قال حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عيسى بن زيد، قال: حدثني صاحب محمد بن عبد الله:
أن محمدا، وإبراهيم كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الأعراب، فيستأذنانه في الخروج، فيقول: لا تعجلا حتى تملكا، ويقول:
إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين «٣» .
أخبرني عمر، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني موسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال:
لما صرنا بالربذة أرسل أبو جعفر إلى أبي: [أن] «٤» أرسل إليّ أحدكم، واعلم أنه غير عائد إليك أبدا. قال: فابتدره «٥» بنو أخيه يعرضون عليه أنفسهم فجزاهم خيرا، وقال: أنا أكره أن أفجعهم بكم، ولكن اذهب أنت يا موسى.
قال: فذهبت وأنا يومئذ حديث السن، فلما نظر إليّ قال: لا أنعم الله بك عينا، السياط يا غلام، فضربت والله حتى غشي عليّ، قال: فما أدري بالضرب، قال: فرفعت السياط واستقربني فقربت منه، فقال: أتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني فأفرغته عليك منه سجلا لم أستطع رده، ومن ورائه والله الموت أو تفتدى منه.
قلت: يا أمير المؤمنين، والله ما لي ذنب، وإني لمنعزل من هذا.

1 / 199