146

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Baare

إياد خالد الطباع

Daabacaha

دار الفكر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Goobta Daabacaadda

دمشق

وَكَذَلِكَ اغترار العابد بِعِبَادَتِهِ والزاهد بزهادته والعارف بمعرفته وَرُبمَا أقدم هَؤُلَاءِ على مَعْصِيّة رَبهم ظنا مِنْهُم أَن الله ﷿ لَا يؤاخذهم بقربهم إِلَيْهِ وكرامتهم عَلَيْهِ والرجاء ضَرْبَان أَحدهمَا مَا يخرج عَن الْقنُوط من رَحْمَة الله تَعَالَى كرجاء العصاة للتَّوْبَة وَالثَّانِي رَجَاء ارْتِفَاع الدَّرَجَات وَكَثْرَة المثوبات والكرامات وَهَذَا لَا يَصح إِلَّا من العاملين المقبلين على إرضاء رب الْعَالمين قَالَ الله تَعَالَى ﴿الَّذين آمنُوا وَالَّذين هَاجرُوا وَجَاهدُوا فِي سَبِيل الله أُولَئِكَ يرجون رَحْمَة الله﴾ وَقَالَ فِي الرَّجَاء الْقَاطِع للقنوط ﴿يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله﴾ ٨٨ - فَائِدَة فِي تخويف النَّفس من خطرة الْمعْصِيَة إِذا خطرت خطرة بِمَعْصِيَة فليخوف النَّفس من الْقَصْد إِلَيْهَا والعزم عَلَيْهَا فَإِن قصدتها فليخوف النَّفس من الْإِقْدَام عَلَيْهَا فَإِن غلبته وأقدمت عَلَيْهَا فليخوفها من الْإِصْرَار عَلَيْهَا وليأمرها بِالتَّوْبَةِ مِنْهَا فَإِن حَدثهُ الشَّيْطَان بِأَن تَوْبَته لَا تقبل وَأَن تَوْبَته لَا تغْفر فليرجها سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى وليذكرها أَنه يغْفر الذُّنُوب جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي فَإِن أصرت على الذَّنب قنوطا من رَحْمَة الله فليذكرها أَنه لَا يقنط من رَحْمَة الله إِلَّا الظَّالِمُونَ ويعرفها أَن الْقنُوط من رَحْمَة

1 / 157