Maqalid
============================================================
ال، والملل تراها كأنها صورة تحدث فيها وتستقر عليها. ومثال ذلك التحليل والتحريم في شيء واحل بعينه1 من أجل اختلاف ملتين، كتحريم لحم الإبل لليهود وتحليله للمسلمين، و تحريم البيع والشراء، والسفر والحركة يوم السبت لليهود، وتحليله للمسلمين. فخلقة الإبل خلقة واحدة وإن اختلفت صورة الملتين فيها من التحليل والتحريم.
كذلك السبت واحد، غيسر مختلف في ذاته وإن تباينت صورة الملتين فيه. ولو زالت الخلقة من أخل اختلاف الملل لم تكن الملل مختلفة، لأنه إن زالت خلقة الإبل عما هي عليه وقت تحريم لحمها عند الحلية، فكائها في وقت تحليلها لم تكن إبلا. وإذا لم تكن في وقت تحليل لحم الإبل إبلا، لم يكن التحريم واقعا على ما وقع عليه التحليل. وإذا كان وقوع التحليل على شيء، لم يقع التحريم عليه، لم يكن [238] لاختلاف الملل موضع . فلما وقع التحريم على الشيء الذي وقع التحليل فيه بعينه، كان من ذلك اختلاف لمل ومبائنة الشرائع. فإذا الخلقة للدين كالهيولى للصورة، والدين للخلقة كالصورة في الهيولى. فاعرفه.
. وإنما جعل الله الخلقة مواد وهيولى للملل المختلفة، وحعل الملل المختلفة صورا تحدث فيها، لأن أصحاب الملل في سفرهم قد يحتاج كل واحد منهم في إقامة سفره إلى انواع من الزاد، ما لا يحتاج إليه صاحبة. فيزين الخلقة بالزين الإلهية الدينية، فيحرم منها ما أحب، وتحلل منها ما أراد، أن يتم سفره لمن صحبوه2 في سفره من الأمم والأنام.
فإذا بلغ الأمر إلى صاحب الملة الأخرى، وعزم على تحديد سفر آخر، علم أنه لا يكتفي في سفره بما اكتفى به صاحبه الذي يقدمه، أخذه في تزيين الخلقة بالزين الإلهية الدينية. فربما احتاج إلى تحريم المحلل" وتحريم المحرم،4 ليتم له سفره بمن يصحبه اكما في ز، وفي ه: يعينه.
كما في ز، وفي ه: اصحبوه.
3 كما صححناه، وفي كلي النسختين: الحلل.
كما في ز، رفي ه: الحرم.
287
Bogga 287