Maqalid
============================================================
الاقليد التاسع والخمسون في أن الشريعة غير مكفية بذاتها، ولا مستغنية عما ستر تحها من العلوم الحقيقية إعادة الشرائع في أوقاها الموقتة لقضائها دليل على أنها غير مكتفية بذاتها. إذ لو كانت2 مكتفية لم تحتج إلى إعادتها، ولا وحد في قضائها خلاف في وقت آخر. إذا3 المسافر والمقيم يصليان في وقت واحد، وصلاة أحدهما ركعتان، وصلاة الآخر أربع.
ويصوم أحدهما في الوقت الذي يفطر فيه الآخر، ولا اقتصر منهما بواحدة. فلما لم يقتصر بواحدة على واحدة، ولا على واحلي بعلم واحلي، بل تواترت الشرائع، بعضها عقب بعض، ووجد الخلاف في بناء شريعة واحدق في وقت واحد، علم آنها غير مكتفية بذاها، ولا مستغنية عما ستر تحتها من العلوم الحقيقية. فاعرفه.
و مثل الشريعة كمثل البدن الكثيف الذي يظهر فيه آثار الروح. ولم يكن للأبدان الكتيفة المقتصرة، على ما يظهر في عصر واحل، بل يضمحل الأبدان، ويستخلف عنها بدلها مثلها للعصر الآتي لتكون الحكمة باقية في الخلقة . كذلك الشريعة تسترخى قواها، فيقع النسخ[230] لتجادد شريعة أخرى، يكون محلا للعلوم المستودعة فيها. فقد صح أن الشريعة غير مكتفية بذاقا، ولا مستغنية عما ستر تحتها من العلوم الحقيقية.
فاعرفه.
1 ز : الحقيقة. وهكذا وردت هذه الكلمة طوال هذا الإقليد في نسخة ز.
كما صححناه وفي النسختين: تكن.
3 كما في ز، وفي ه: اذ.
كما في ز، وفي هس: واحدة.
ه كما في ز، وفي ه: بالمقتصرة.
Bogga 278