============================================================
محدودة، خرج أفعالها من خارحها، لأن الأفعال التي تخرج من ذات الفاعل غير محدودة، ولا موقوفة على غاية تنتهي إليه. فقد صح أن الجواهر الروحانية تشمئز عن الحد فضلا عن المبدع.
وليست بين أفعال الطبيعة وبين الأفعال [169] النفسانية مناسبة ظاهرة. ذلك ان فعل النار الإحراق والإسخان، لا يناسب فعل الماء الذي هو التبريد والترطيب.
و كذلك فعل الصفراء لا ثناسب [فعل] البيضاء. فأما أفعال النفس وآثارها التي أحدها الصناعات، فإن بين كل صناعة والصناعة الأخرى مناسبة ظاهرة من جهة المقادير والمقاييس.1 إذ النحتار والبنساء والحداد ثناسب صناعاتهم بعضهم بعضا. فلو كانت أفعال النفس محدودة كأفعال الطبيعة،2 ما وجدت فيها المناسبة، كما لم يوجد في أفعال الطبيعة. فلما صح أن أفعال النفس غير محدودة، صح أن جوهرها أيضا غير محدودة. وإذا صحم أن جوهرها غير محدودة، فالجواهر الروحانية تشمئز عن الحد فضلا عن المبدع سبحانه3 كما صححناه. ه: والمقائس. ز: والمقاس.
، كما في ز. في ه: محدودة كالطبيعة.
3 ز: تعالى، فاعرفه.
215
Bogga 215