============================================================
مثالات البلخي تقول؟ وبأيهما تأخذ؟ وكيف تعلم أن ما(1) أمرت به من الكفت هو الواجب دون غيره مما أمر به مخالفك؟ فمهما أجاب به في هذا الموضع فهو جواث له فيما سأل عنه. وإن اعتصم بأن يقول بكف، أو يلزم منزله، أو يسد سمعه، أو يشتغل بتجارته، أعيد عليه السؤال، فقيل له: إن غيرك أوجب عليه غير ذلك، واحتج على قوله بحجج. كيف يصنع المسترشد، فلن يجد محيطا ولا فرقا.
ال ولعل بعض من يذهب مذهب الفلاسفة يزعم أنه لا حقيقة إلا لما صح بالهندسة ومن طريق الرياضيات الأربع، وأن ما سوى ذلك إنما يصخ بأكثر الرأي لا باليقين، يظن أن ما ذكرنا من مسائل الملحدين ومبطلي النظر لا يلزمه ولا يدخل على قوله، ولا يحتاج إلى الجواب عنه بما أجيناه به، ولا إلى التخلص منه إذا كان يوضح ما يعتقد حقيقته بالعيان وبما تدركه الحواس. فإن ظن ذلك ظان فليعلم أن ظنه خطأ، وأن هذه المسائل يحتاج هو فيها مثل ما احتجنا إليه، فقد رأينا من أهل الهندسة من كان يعتقد مذهبا بالهندسة ويصححه بها، ثم رجع عنه وتركه. ورأئنا بينهم في ذلك اختلافا كثيرا، هؤلاء الذين يقولون منهم بأن الأجسام تنتهي في تجزئتها إلى جزء لا يتجزا، يدعون تصحيح مذهبهم بالهندسة، وتلك الخطوط التي يعلمون بحروف المعجم، ومن يخالفهم منهم يزعمون أنهم يثبتون ما يذهبون إليه من خلافهم بالهندسة أيضا. وقد ألف أحمد بن الطبيب السرخسي في هذا الباب كتابا ذكر فيه احتجاج الفريقين بالهندسة، وهذا الكندي يزعم أن للحجر بين حركتيه العرضية والطبيعية وقفة في الهواء، ويروه تصحيح ذلك بالهندسة وبخطوط خطها)(2).
(1) في الأصل: أنما ما.
(2) ما بين حاصرتين ومقداره صفحتان، استدر كتاه من الورقة [6ب - 7اأ)، وبه يستقيم المعنى، ولا يستقيم في مكانه المشار إليه.
Bogga 76