254

============================================================

مقالات اليلى وقال جهم: إن علم الله محدث، هو جل ذكره أحدثه فعلم به، وإنه غير الله، وقد يجوز عنده أن يكون الله عالما بالأشياء كلها قبل وجودها بعلم يحدثه قبلها، هكذا الحكاية عندنا عنه بخراسان: وذكر أبو الحسين: أن الذي بلغه عنه أنه كان يقول: إن الله يعلم الشيء في حال حدوثه، ومحال أن يكون الشيء معلوما وهو معدوم، لأن الشيء عنده هو الجسم الموجود، وما ليس بجسم موجود فليس عنده بشيي، فيعلم أو يجعل إلا الله، فألزموه مخالفوه أن لله علما محدثا، إذ زعم أن الله قد كان غير عالم ثم علم.

والذي يجب على أصل جهم أن يكون قوله في القدرة والحياة، كقوله في العلم، فيقول: إنه أحدث قدرة لنفسه بها قدر، وحياة بها حق.

ومخالفوه يقولون: إنه متى هو على ذلك كان قد أجاز الفعل ممن ليس بعالم ولا قادر ولا حي، وهذا كفر سمخ، ولا فرق بين معبوده وبين الموات (1/50 قبل إحداثه العلم والقدرة/ والحياة، بل هو المواث.

وقد ألزموه أن تكون الحجارة هي التي خلقته إذ جاز أن يفعل ويخلق ويختار من ليس بحيي ولا قادر ولا عالم واختلف أهل التوحيد في العلم من وجه آخر؛ فقال أكثرهم: إن الله لم يزل عالما أنه يعذب الكافر إن لم يتب، وأنه لا يعذبه إن تاب، وأنكر ذلك هشام بن عمرو ومن ذهب مذهبه، فقالوا: هذا لا يجوز لما فيه من الشرط، والله لا يعلم بالشرط، واعتلوا أيضا بغير هذا.

Bogga 254