============================================================
مقالات البلخي وهكذا يقول هؤلاء، إلا أنهم ينكرون اللفظ، وإنما أنكروه حياطة للتوحيد، يقول: إن الله بكل مكان على معنى الحفظ له والعلم به، ثم يقول: وذاته موجودة بكل مكان، فيذهب إلى أن في قوله: إن الله بكل مكان معنى غير معنى العلم به والحفظ له، وهذا ضرب من التشبيه، وهو قول لم أسمغه إلا في زماننا هذا، وقد كثرث جنايات المجبرة، والشيطان موكل بإذاعة الشر، وقد ذكرت هذا القول وأخبرث بأصله وأنه محدث مبتدغ إذا لم أكن آمن أن ينتشر فيصير مقالة من المقالات.
القول في النهاية: قالت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة بأن الله جل ذكره غير متناهي الذات والقدرة، ليس على معنى أن ذاته جسم ذاهث في الجهات بلا نهاية أو إزالة قدرق، هي هو، أو غيره، أو بعضه، لا يتناهى، ولكن على معنى أنه تبارك اسمه ليس بجسم ولا عرض فتلزمه هذه الصفات أو تجوز عليه، جل عن ذلك وتعالى، وأنه الخالق للنهاية والحدود، وأنه قادر بنفسه لا يعجزه شيء، لا يحتاج إلى قدرة بها يقدر.
وقال هشام بن الحكم وجماعة المشبهة والحشوية: إنه متناهي الذات غير متناهي القدرة، وعلتهم في ذلك أنه جسم.
وحكي عن أبي الهذيل أنه سأل هشام بن الحكم بمنى بحضرة جماعة من المتكلمين فيهم أبو كلدة وعبد الله بن يزيد، فقال: هذا الجبل ئوميء إلى جبل هنالك أعظم، أو ربك؟ قال: فقال هشام: هذا الجبل يومئ.
وقال أصحاب الفضاء جميعا: إنه ليس بمتناهي الذات، ولكن على
Bogga 246